حوادث الكراهية ضد الصينيين في بريطانيا تزيد ولاءهم لوطنهم

عبّر العديد من الطلاب الصينيين في بريطانيا عن استيائهم من مضايقات زملائهم في الجامعات، وقال بعضهم إنه تم وصفهم بأشخاص تعرضوا لـ«غسل الدماغ» من قبل بكين، أو بأنهم عنصريين ضد الأعراق الأخرى. كما تُوجه لهم تهمة التجسس لمصلحة الحزب الشيوعي الصيني. ووفقاً لشهادات أكاديميين، فإن مثل هذه المعاملة، في الحانات أو على الإنترنت، أو في الحرم الجامعي، تجعل الطلاب الصينيين الشباب يشعرون بوطنية أكبر وانفصال عن الثقافة الغربية.

ويقول شياويوان لي (25 عاماً)، وهو طالب ماجستير في علم الأنثروبولوجيا في كلية لندن للاقتصاد: «مصطلح شينازي (الذي يعني نازي صيني) هو بصراحة إهانة للصينيين الذين لا يوافقون على الرأي الغربي»، متابعاً أنه «تبرير ضمني للاعتداء اللفظي والجسدي، وتجاهل لآرائهم، وهذا يدمر أي فرصة لحسن النية، وحوار حقيقي، والتبادل والإقناع»، مؤكداً أن «اتهامنا بالنازية لن يقنعنا بتبني القيم الغربية».

من جهتها تقول الطالبة في السنة الأولى بجامعة كامبريدج هايدي هي (19 سنة) إن «حلقة مفرغة ظهرت في المملكة المتحدة، وشاركت أخيراً في تأسيس منتدى الصين بجامعة كامبريدج، الذي يهدف إلى تعزيز المناقشات المفتوحة غير الخاضعة للرقابة، حول الصين».

وتضيف هايدي «لا يتم غسل دماغ الطلاب (الصينيين)، وكل منهم لديه آراؤه وأفكاره المختلفة»، متابعة «هناك أشياء يخشون قولها ولا يعبرون عنها، ويرى البريطانيون الطلاب الصينيين يقومون بأمورهم الخاصة ويعتقدون أن الأمر غريب، ويعاملون الشعب الصيني على أنه شيء آخر، بأنه غير عقلاني، والأمر يفتقد للتسامح والوضوح».

في سياق متصل، وجدت دراسة شملت أكثر من 300 طالب صيني، أن أولئك الذين تعرضوا للتمييز وتعليقات معادية للصين، كانوا أكثر ثقة في نظام بلادهم، وأقل حرصاً على الإصلاح السياسي المحلي. وأجريت الدراسة التي نشرتها شبكة أبحاث العلوم الاجتماعية في 62 جامعة أميركية، وقام بها باحثون من جامعة ستانفورد، ويبدو أن مشكلة مماثلة تؤثر على الطلاب في المملكة المتحدة.

وأثار سفير الصين لدى المملكة المتحدة الشهر الماضي مخاوف بشأن تأثير الحزب الشيوعي الصيني على الحرم الجامعي من خلال حث الطلاب على التحلي بالوطنية و«خدمة الوطن الأم».

ويقول الأستاذ في كلية لندن للاقتصاد كينت دينغ، إن بريطانيا وبكين تخوضان «حرباً باردة لكسب قلوب وعقول 120 ألف طالب صيني في المملكة المتحدة»، متابعاً «لقد تعرض الطلاب لسوء المعاملة في الأماكن العامة وفي وسائل النقل العام، وهم متهمون بأنهم عملاء للحكومة الصينية أو إحضار الفيروس التاجي إلى بريطانيا».

وعندما يُطلق على الطلاب الصينيين «جواسيس» يشعرون بالمسافة، وعدم الثقة، وفقاً لدينغ، ويمكن أن ينتشر انعدام الثقة مثل الفيروس، لذا فإن هذا النوع من التمييز في بريطانيا يدعم الحكومة الصينية بالفعل، فهو يثبت أنها على حق ويدفع الطلاب الصينيين نحو وطنهم.

وأشار مؤلفو دراسة ستانفورد إلى أن القومية الصينية ودعم النظام الصيني «مرتبطان للغاية»، وأكدوا أن أبحاثهما «تقدم دليلاً على أن التمييز يتعارض مع نقل القيم الديمقراطية».

وظهرت كلمة «شينازي» في 650 منشوراً على موقع «بارلر»، وهو موقع جديد على وسائل التواصل الاجتماعي يتهم بتوفير منصة لخطاب الكراهية، ويعد مسيئاً للغاية بالنسبة لمعايير «تويتر» و«فيس بوك».

إلى ذلك، ارتفعت المشاعر المعادية للصينيين في المملكة المتحدة في الأونة الأخيرة، بعد انتشار فيروس «كورونا» وأصدرت جامعة يورك التي تستضيف ألفي طالب صيني، بياناً تطلب فيه بالاحترام والتسامح بعد نشر تعليقات عنصرية معادية للأجانب على صفحة الاعترافات المجهولة «يورفس» في مارس.

ويقول يانشوان هوانغ، وهو باحث في علم الاجتماع بجامعة لندن «كانت جميع الحوادث التي أبلغوا عنها تقريباً مرتبطة بـ(رهاب الكمامة)، وهو الخوف من الأقنعة الذي أدى بعد ذلك إلى هجمات عنصرية».

حوادث متكررة

تظهر أرقام شرطة يوركشاير، شمال إنجلترا، ارتفاعاً في جرائم الكراهية المسجلة ضد الصينيين والآسيويين، بين 1 يناير و23 مارس من هذا العام، مقارنة بالفترة نفسها من السنوات السابقة. وسجلت الشرطة تفاصيل الحوادث وكان منها إخبار الضحايا بـ«العودة إلى بلدكم»، «اصطحب فيروس كورونا معك»، وحدث أن تم إخبار رجل كان في متجر مع طفله: «بوجودك هنا، سوف يلتقط جميعنا الفيروس».

وكشفت البيانات أن شرطة يوركشاير سجلت 24 جريمة كراهية ضد صينيين في الفترة التي سبقت 23 مارس، عندما أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن الإغلاق. وكانت هناك 36 جريمة من هذا النوع في عام 2019، و31 طوال عام 2018.

وجدت دراسة شملت أكثر من 300 طالب صيني، أن أولئك الذين تعرضوا للتمييز وتعليقات معادية للصين، كانوا أكثر ثقة في نظام بلادهم، وأقل حرصاً على الإصلاح السياسي المحلي.

الأكثر مشاركة