بعض وسائل الإعلام يفضّل دعم طرف سياسي ضد آخر

«فوكس نيوز» تمارس التضليل الإعلامي

تمرّ الولايات المتحدة بمرحلة حساسة للغاية، حالياً، في وقت تشهد فيه مدن عدة احتجاجات وأعمال عنف منذ أيام؛ وكان للتغطية الإعلامية تأثير كبير على مجريات الأحداث. وبينما تحاول القنوات والصحف المعارضة لنهج الرئيس دونالد ترامب، تسليط الضوء على إخفاقات إدارته في التعاطي مع الأحداث، تحاول المنصات المؤيدة للرئيس التركيز على أعمال الشغب والفوضى التي يقوم بها المتظاهرون. وحاولت قناة «فوكس نيوز» الإخبارية، جاهدة، تقديم صورة سيئة عن المحتجين المشاغبين، ووصل الأمر إلى أن بثت، قبل أيام، صوراً مفبركة، أثناء تغطيتها لأحداث مدينة سياتل، غرب البلاد. لقد قامت «فوكس نيوز» بإزالة صور لتغطيتها لتظاهرات سياتل، من موقعها، على الإنترنت، يوم الجمعة، بعد أن اعترفت بأن إحداها كان عبارة عن مزيج من صور عدة مختلفة، وصورة ثانية لمشهد ناري في مدينة مختلفة. وكانت القناة الإخبارية، نشرت على موقعها صورة لرجل مسلح ببندقية يقف أمام زجاج محطم لواجهة محل. ولاحظت «سياتل تايمز» أن الصورة كانت مزيفة، ومؤلفة من صور عدة مختلفة من وكالة «غيتي»، تم التقاطها على مدى أسبوعين، تقريباً.

وعلى الموقع الالكتروني، أيضاً، نشرت «فوكس نيوز»، أيضاً، صورة ليلية لواجهة متاجر مشتعلة وسيارة مصحوبة بعنوان رئيس «المدينة المجنونة»، ومقالات عدة حول الاضطرابات في سياتل. إلا أن الصورة تم التقاطها في سانت بول، بولاية مينيسوتا. ونشر موقع القناة الأميركية، صورتين على الأقل، من أجل تضخيم اتهامات ترامب للمتظاهرين في سياتل. واستخدمت «فوكس» صورة المسلح في تغطية الشبكة لمنطقة الاحتجاج، ولكن تم ادخال الصورة، أيضاً، ضمن مزيج من الصور الأخرى، تعود لتاريخ 30 مايو، والتي أظهرت نوافذ محطمة في وسط مدينة سياتل، حتى قبل إنشاء منطقة الاحتجاج، وكانت الصور من حي مختلف. وتتطلب المعايير الأخلاقية للصحافة وضع علامة واضحة على الصور التوضيحية، والحذر من استخدام الصور من أوقات ومواقع مختلفة، ما لم يتم تمييزها، بوضوح، لأنها يمكن أن تكون مضللة للقارئ أو المشاهد. وفي خضم الأحداث يبدو أن بعض وسائل الإعلام يفضل دعم طرف سياسي ضد آخر، بغض النظر عن النتائج السلبية لتغطيتها. وإلى أن تعود الأمور إلى سابق عهدها، سيبقى المشاهد أو القارئ رهينة لمنصات إعلامية عريقة، ولكنها مسيسة للغاية.


حاولت قناة «فوكس نيوز» الإخبارية، جاهدة، تقديم صورة سيئة عن المحتجين المشاغبين، ووصل الأمر إلى أن بثت، قبل أيام، صوراً مفبركة، أثناء تغطيتها لأحداث مدينة سياتل، غرب البلاد.

تويتر