أكد أن الشعبوية ولدت من السخط على نظام المؤسسة السياسية

جون بكرو: لا أعتقد أن مصيرنا بعد «بريكست» سيكون التدمير

جون بكرو. أرشيفية

تحدث رئيس البرلمان البريطاني جون بكرو، قبيل استقالته، عن الأوضاع في بريطانيا، وقال بكرو الذي أصبح نجماً عالمياً بسبب حسه الفكاهي، وبراعته اللفظية في مقابلة مع مجلة «ديرشبيغل» إنه حاول تشجيع زملائه لتخفيف حدة لهجة الكراهية في البرلمان. ومما جاء في المقابلة:

■خلال عملك رئيساً للبرلمان البريطاني لأكثر من عقد من الزمن، هل واجهت شعوراً بالكراهية أكثر مما حدث خلال الأسابيع الماضية؟

■ ■في الحقيقة لا، لم أشهد مثل هذا الكره من قبل. لقد كان هناك غضب، وتوتر وتعصب، وربما بعض الكراهية بين الأحزاب، أو بين أعضاء الحزب الواحد، لكني لم أشهد قطعاً مثل هذا الكره الذي لاحظته خلال الأسابيع الماضية.

■من وجهة نظرك ما هو سبب ذلك؟

■ ■أعتقد أنه يرجع من ناحية لأهمية القضية التي نعالجها، وبسبب الغضب المتصاعد بشدة والعداء الشخصي الناجم عن الإحباط الصرف، حول الفترة الطويلة التي استغرقها النقاش حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكست».

■منذ أن أصبح بوريس جونسون رئيساً للحكومة، بات هو ووزراؤه يتهمون البرلمان بأنه يعمل على تخريب عملية بريكست. وتم استخدام كلمات مثل: مستسلم، وعميل، وخائن. هل يعتبر هذا تهديداً للديمقراطية؟

■ ■لا، لا أعتقد ذلك، طالما أن البرلمان لديه عمود فقري كي يدافع عن نفسه. وأنا سعيد لأقول إنه تمكن من القيام بذلك. وبالتأكيد فأنا نفسي دافعت عن البرلمان.

■قالت شرطة لندن أخيراً إن ثمة عدداً غير مسبوق من الهجمات الشخصية ضد أعضاء البرلمان. هل تعتقد أن ذلك له علاقة باللغة المستخدمة في داخل مجلس العموم؟

■ ■أنا غير متأكد عما إذا كان هناك علاقة أم لا. ولكن في الأسابيع القليلة الماضية، كان هناك بعض الحالات السيئة من الغضب الشديد، والكره، والوضع المسموم. وحاولت تشجيع الزملاء على تخفيض حدة لهجاتهم.

■البعض يخشى من أن المملكة المتحدة يمكن أن تتعرض للتدمير نتيجة النقاش حول بريكست. هل تخشى من ذلك؟

■ ■إذا مضت «بريكست» على هذه الوتيرة وهو الأمر المرجح أن يحدث، فهل يكون ذلك تحدياً لنا؟ بالطبع. ولكني لا أعتقد أنه سيكون مصيرنا التدمير. أعتقد أن هذه الدولة تمتلك قدرة كبيرة على التأقلم، كي تجد طرقاً جديدة للنجاح.

■ الشعبوية تزداد قوة في شتى أنحاء العالم، وكذلك في ألمانيا.. هل لديك أية نصائح حول كيفية التعامل معها؟

■ ■الشعبوية ولدت من السخط على نظام المؤسسة السياسية. والأمر الذي أكرهه هو تصاعد الشعبوية الغاضبة، التي يمكن ان تهدد، وأحياناً تصل إلى درجة ارتكاب العنف ضد السياسيين الديمقراطيين، أو وسائل الإعلام.

■أعلنت أنك تخطط للاستقالة في نهاية الشهر الجاري، أي في 31 أكتوبر، وهو اليوم الذي ستخرج فيه بريطانيا نظرياً من الاتحاد الأوروبي. كيف تصف الإرث الذي تركته؟

■ ■حسناً، إنها الوظيفة الأرفع أهمية التي عملت فيها طوال حياتي السياسية. وقالت لي أمي ذات مرة «إنك لن تعمل في عمل آخر تحبه كما أحببت هذا العمل»، وربما هي على صواب في ذلك.


منذ أن أصبح بوريس جونسون رئيساً للحكومة، بات هو ووزراؤه يتهمون البرلمان بأنه يعمل على تخريب عملية «بريكست».

تويتر