توقير حسين أكد أن الأمن الداخلي تحسن بصورة كبيرة

مسؤول باكستاني: نتمتع الآن بالاستقرار السياسي

توقير حسين: باكستان ضغطت على «طالبان»، وجعلتها أكثر ليونة، ويجب على الولايات المتحدة مواصلة التعاون.

تحدث المستشار السياسي في الحكومة الباكستانية، والسفير السابق، توقير حسين، عن العلاقات الخارجية لباكستان. وقال توقير، الذي أصبح الآن في هيئة تدريس جامعة جورج تاون، في مقابلة مع موقع ذي دبلومات الإخباري، إن باكستان في تطور نحو الأفضل، وتتمتع الآن بالاستقرار السياسي، كما أن الأمن الداخلي تحسن بصورة كبيرة، وفيما يلي نص المقابلة:

- ما رأيك بالسياسة الخارجية لباكستان في ظل حكم رئيس الوزراء عمران خان، منذ انتخابه قبل عام؟

قبل مجيء خان كانت باكستان تواجه أسوأ أزماتها الاقتصادية. وأدرك أنه طالما أن باكستان منغمسة في الأزمة الأفغانية، والولايات المتحدة ستواصل فرض الضغط عليها، والعلاقات الهندية الباكستانية لاتزال عدائية، فإن الوضع الاقتصادي سيظل ضعيفاً، ويعمل على تخريب رؤيته بشأن باكستان الجديدة.

- بالنظر إلى فترة حكم خان حتى الآن ما رأيك بالمشهد السياسي في باكستان في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الموجودة؟

باكستان تتمتع الآن بالاستقرار السياسي، كما أن الأمن الداخلي تحسن بصورة كبيرة، وليس هناك أي تهديد للحكومة من الجيش. ويقوم خان بحملة ضد الفساد، متهماً قيادتي حزبي الرابطة الإسلامية في باكستان وحزب الشعب الباكستاني بأنهما سرقا ثروة الدولة. ويبدو أن الجيش لديه كل الحق لمعارضة قيادة الحزبين، لأن الفساد وسوء الإدارة مرتبطان بهما. ولا يمكن الحفاظ على مؤسسة دفاع قوية تعتمد على اقتصاد ضعيف. وأعجب الجيش بقيادة خان، لأن محاربته للفساد يمكن أن تنظف القيادات السياسية التقليدية، وتحذر القيادات المستقبلية. ويمكن أن يساعد صدقه في تغيير اقتصاد وطريقة الحكم في باكستان نحو الأفضل.

- شاهدنا الحديث عن العلاقات الأميركية الباكستانية في الصحف خلال زيارة خان للولايات المتحدة، بما فيها خفض المساعدات لباكستان. كيف تقيّم العلاقة بين البلدين في الوقت الراهن؟

قبل زيارة خان إلى الولايات المتحدة في يوليو الماضي، اتبعت الولايات المتحدة سياسة محددة في كل من الهند والصين وأفغانستان، وكانت السياسة المتعلقة بباكستان مشتقة من هذه السياسات. وكان تأثيرها سلبياً، لأن الولايات المتحدة وجهت كل النفوذ الناجم عن كل السياسات ضد باكستان، بما فيها وقف المساعدة الأمنية، ولكن بعد الزيارة تغيرت أشياء كثيرة، فقد ضغطت باكستان على «طالبان»، وجعلتها أكثر ليونة. والآن يجب على الولايات المتحدة مواصلة التعاون مع باكستان، ليس من أجل حل مشكلة أفغانستان، وإنما لمساعدة باكستان في قتال الإرهابيين العابرين للحدود، مثل «القاعدة» و«داعش».

- ثمة علاقة أخرى مهمة لاتزال تحت الضوء، وهي مع الصين، برأيك كيف تعاملت حكومة خان مع العلاقات الثنائية بين البلدين وكيف ترى تطورها مع الأيام؟

 باكستان لها علاقة قديمة ووثيقة مع الصين، وعملت حكومة خان على تعميق هذه العلاقة. وقبل وصول خان إلى السلطة كان ثمة تشكك في هذه العلاقة، نتيجة الديون المتراكمة على باكستان، التي اعتقد البعض أن الصين تستغلها من أجل الوصول إلى الأماكن الاقتصادية الأفضل لديها، ولكن العلاقة مع الصين ستظل هي العلاقة الاستراتيجية الأقوى بالنسبة لباكستان. وتعتبر مجموعة هندسة الطاقة الصينية بمثابة القاعدة من أجل أمل الباكستان في التعافي الاقتصادي، ولكن باكستان لا تريد أن ترمي كل أوراقها في سلة الصين، ويمكن أن تدعم واشنطن هذه العلاقة بالنظر إلى مصلحتها في علاقة مشتركة بين أفغانستان المستقرة، وباكستان مع الصين.

- عندما نتطلع إلى المستقبل، ما رأيك في بعض اللاعبين الرئيسين أو القضايا الرئيسة التي يجب مراقبتها خلال تطور السياسة الخارجية لباكستان في عهد عمران خان؟

 باكستان مهمة استراتيجياً، بسبب موقعها على تقاطع طرق أفغانستان والصين والهند وإيران، ويمكنها الاستفادة من موقعها. ويجب على باكستان مواجهة التحديات الداخلية فيها، وتحسين علاقتها مع دول الجوار.

تويتر