«دير شبيغل» تحاور العميل الأميركي المقيم في روسيا

إدوارد سنودن عن اتهامه بالتجسس: لست نادماً

سنودن:«لم أفكر في الانتحار، وإذا حدث أن سقطت من النافذة فيجب أن تتأكدوا أن هناك مَنْ دفعني من الخلف».

تحدث العميل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، والمقيم في روسيا حالياً، إدوارد سنودن، عن كيفية هروبه من الولايات المتحدة، بعد اطلاعه على الكثير من المعلومات الاستخباراتية، وقال في مقابلة مع صحيفة «دير شبيغل»، رداً على اتهامه بالتجسس، إنه ليس نادماً على ما قام به، وأكد أن ما فعله كان هو «الصح والخير»، وشدد على أنه لم يفكر في الانتحار خلال أزمته.. وفي ما يلي نص المقابلة:

• سيد سنودن لطالما قلت: «أنا لست القصة»، لكنك ألفت كتاباً من 432 صحفة عن نفسك.. فلماذا؟

- لأنني أعتقد أنه من المهم - أكثر من أي وقت مضى - أن أشرح أنظمة المراقبة الضخمة والتعقب للعامة.

• ألم يكن ذلك مهماً قبل أربع أو ست سنوات خلت؟

- قبل أربع سنوات كان باراك أوباما هو رئيس الولايات المتحدة. وقبل أربع سنوات كان بوريس جونسون وحزب البديل الألماني محطاً للسخرية. لكن الآن في عام 2019، تغير الوضع، فعندما تنظر حولك في هذا العالم، وتشاهد هذه الأنظمة المتطرفة التي صعدت إلى سدة الحكم في الكثير من دول العالم، تدرك أن هؤلاء يمكنهم استخدام التقنيات المتطورة لتغيير العالم. ونحن نرى أن أنظمتنا التي عهدناها تتعرض للهجوم.

• أي أنظمة؟

- النظام السياسي، والنظام القضائي، والنظام الاجتماعي، ونحن لدينا الميل إلى التفكير في أننا إذا تخلصنا من الأشخاص الذين لا نحبهم، فستحل جميع المشكلات.

• قلت في كتابك: إنك تريد أن تقول الحقيقة.. فما أكبر كذبة قالها الناس عنك؟

- هناك الكثير منها.

• قالوا: إنك جاسوس روسي!

- ليس فقط ذلك، وإنما خطتي كانت تقتضي أن ينتهي بي المطاف إلى روسيا، على الرغم من أن وكالة الأمن القومي الأميركية اعترفت بأن روسيا لم تكن وجهتي المطلوبة، لكنَّ الآخرين يعيدون ذلك ويكررونه. وهذا جزء من الحرب القائمة ضدي في الوقت الراهن.

• مرضتَ على نحو خطير وأصبت بالكآبة.. فهل فكرت في الانتحار؟

- لا.. وهذا أمر مهم بالنسبة لي، فأنا لم أفكر لا اليوم ولا في أي يوم من حياتي في الانتحار، إذ إنني أمتلك فلسفة محددة ضد الانتحار، وإذا حدث أن سقطت من النافذة فيجب أن تتأكدوا أن هناك مَنْ دفعني من الخلف.

• عندما بدأت بجمع المعلومات التي أصبحت تعرف - في ما بعد - بملفات سنودن، كنت تعمل بهاواي من أجل «مكتب مشاركة المعلومات».. هل يبدو ذلك نكتة؟

- كنت الموظف الوحيد في المكتب. وحاولت تحسين وضعي وعلاقاتي. وكان هذا العمل قد منحني التفويض للوصول إلى كل شيء. وعن طريق الصدفة المحضة، عملت إلى جانب فريق هندسة عبر أنظمة «ويندوز» ضخمة. وهم أدركوا أنني أملك الخبرة كمدير ومهندس أنظمة. لهذا اطلعت على كل شيء بصورة لا تصدق. ولم تكن وكالة الأمن القومي تدرك أنني سأنشر كل تلك المعلومات.

• كيف تمكنت من تهريب الملفات خارج هذا المجمع، الذي تسميه «المكتب»؟

- ثمة حدود معينة لما يمكن أن أكشف عنه من معلومات، لأنني أعتقد أنني سأمثل ذات يوم أمام المحكمة.

• كيف يمكن أن تنظر مع إمكانية التعامل معك كجاسوس؟

- يجب أن تكون لديك قناعة بأنك فعلت هذا الأمر من أجل الصح والخير، إذ لا يكفي أن تؤمن بشيء. وإذا كنت تريد تحقيق شيء حقاً فعليك أن تكون مستعداً للمخاطرة.

• هل لك أصدقاء روس؟

- لا.. أحاول إبعاد نفسي عن المجتمع الروسي عن قصد، وأقتصر على مجتمع الناطقين باللغة الإنجليزية.

• أنت تعلم أن مؤسس موقع «ويكيليكس» دخل السجن، كما أنه بانتظار ترحيله إلى الولايات المتحدة.. هل سيأتي دورك تالياً؟

- أتمنى ألا يحدث ذلك، ولو أنني كنت أريد لعشت حياة هادئة مع الفتاة التي أحبها، وأجني الكثير من المال، لكن إذا لم أستطع العودة إلى منزلي ووطني، فإنني على الأقل أعرف أنني حاولت تحسين الأمور. وبغض النظر عما سيحدث فإنني سأتلاءم معه.

تويتر