فجوة طبقية كبيرة بين ضاحيتين متجاورتين في مدينة شيكاغو

تتجه ميشيل رشاد، وهي تسير في الشارع 69 بضاحية فقيرة بمدينة شيكاغو، بالقرب من المكان الذي نشأت فيه، إلى متجر تجزئة متهالك، لاقتناء بعض الأغراض. وتقول الشابة البالغة من العمر 27 عاماً «يوجد في هذا المتجر أخ مسلم يبيع بعض الفواكه والخضراوات في بعض الأيام»: وتابعت «ولكن قد يكون هذا هو المكان الوحيد، حيث يمكن الحصول عليها على مسافة ميل أو أكثر. كان الأمر على هذا النحو منذ أن كنت طفلة. على الأقل منذ أن بدأت أتذكر».

وتبيع المتاجر في هذا الحي البضائع المعلبة من وراء ألواح سميكة من الزجاج المقاوم للرصاص. حتى في مطعم «صب واي»، وهو الخيار الصحي الوحيد في المنطقة، يتعين على الزبائن أن يصرخوا أثناء تقديم طلباتهم للتغلب على الحاجز الزجاجي.

إن الهوة بين طبقتي المجتمع في ضاحية إنجلوود، واضحة تماماً من خلال الأرقام. وكشف تحليل حديث صادر عن «فريق صحة المدينة»، والذي نشرته جامعة نيويورك، أن الضاحية لديها متوسط عمر متوقع وهو الأكثر تبايناً في جميع الولايات الأميركية.

في شارع ستريترفيل الذي توجد فيه غالبية بيضاء، يمكن أن يتوقع السكان أن يصلوا إلى 90 عاماً، في حين يبلغ متوسط العمر المتوقع 60 عاماً فقط في إنجلوود المجاورة، حيث يكون كل السكان تقريباً من ذوي البشرة السمراء. وفي ذلك يقول رئيس الإدارة الصحية في جامعة نيويورك، الدكتور مارك جوريفيتش: «يبدو أن المنطقة التي يعيش فيها الناس باتت تحدد متوسط الأعمار».

ستريترفيل هو صورة واضحة للصحة البدنية والاقتصادية في شيكاغو، فالحي مطل على بحيرة جميلة، وهو موطن لجامعة نورث ويسترن وثلاثة مستشفيات. في آخر أيام الربيع، يستمتع المراهقون والشباب بلعب كرة القدم وكرة الطائرة، بينما يتجول الكبار مع كلابهم الخاصة في الشوارع. لا يشتكي الناس في ستريترفيل إلا من قساوة الطقس لأسابيع كل سنة. وتقول سيدة تسكن في الحي الراقي «أعلم أننا محظوظون لوجودنا هنا، وأن الأشخاص الآخرين في المدينة لا يتمتعون بهذه الدرجة من الجودة. هذا غير عادل تماماً».

متوسط الدخل في ستريترفيل يناهز 100 ألف دولار سنوياً، وفقا للإحصاءات الرسمية. في المقابل، ينخفض الدخل إلى الربع في إنجلوود الفقيرة، الواقعة جنوب مدينة شيكاغو. أكثر من 80٪ من سكان الحي الراقي لديهم شهادة جامعية، مقارنة بـ8.2٪ في الضاحية الفقيرة.

ثم هناك العنف والصدمة اللذان تجلبهما الظروف المعيشية. تشير ميشيل رشاد بإصبعها قائلة: «هذا هو المكان الذي قُتلت فيه مراهقة أعرفها، كانت في الـ14 من العمر»، متابعة «رصاصة طائشة اخترقت النافذة بينما كانت تستعد للمدرسة. والآن يتعين علينا أخذ الحيطة والحذر أثناء المشي في الشارع، بعد هذه الحالة المؤلمة».

تتميز إنجلوود منذ فترة طويلة بأنها واحدة من أكثر أحياء شيكاغو عنفاً. ووفقاً لصحيفة «شيكاغو تريبيون»، فقد سُجل أكثر من 4800 إطلاق نار هناك، بين عامي 2000 و2017.

وتقول إيرين فوجل، المدير التنفيذي لـ«أي غراو شيكاغو»، وهي منظمة مجتمعية غير ربحية مقرها إنجلوود: «جميع الأطفال الذين تعمل معهم المجموعة فقدوا شخصاً على الأقل يعرفونه بسبب عنف بالأسلحة النارية، وسمعوا طلقات نارية أثناء تواجدهم في منزلهم».

معدلات عالية من التلوث الحضري

تقول المدير التنفيذي لـ«أي غراو شيكاغو»، إيرين فوجل «93٪ من الأطفال الذين نعمل معهم رأوا إطلاق نار بأعينهم»، مضيفة «هناك مراهق أتابعه عن كثب يبلغ من العمر 15 عاماً حالياً، قُتل خمسة من أصدقائه عندما كان في الـ13. وشهد مصرع اثنين منهم».

بطبيعة الحال، يُقلل العنف من متوسط العمر المتوقع ويؤثر سلباً على الحالة الصحية، لكن التباينات الصحية تدفع أيضاً إلى العنف. ولفترة طويلة سجلت «إنجلوود» معدلات عالية من التلوث الحضري في البلاد. وأظهرت الأبحاث أن التسمم بالرصاص لدى الأطفال يرتبط بارتفاع حاد في الاندفاع والعدوانية.

4800

حادث إطلاق نار

في إنجلوود،

خلال سبع سنوات.

80 %

من سكان حي

ستريترفيل الراقي

لديهم شهادة جامعية.

الأكثر مشاركة