المرصد

مذبحة نيوزيلندا تضع مواقع التواصل في قفص الاتهام

قبل أشهر، أعرب مخترع الشبكة العنكبوتية، تيم بيرنرز لي، عن قلقه البالغ حيال مستقبل الإنترنت. لقد باتت الشبكة الافتراضية محل انتقاد حاد، في وقت أضحت فيه مواقع التواصل الاجتماعي خطراً كامناً على أمن المجتمعات. لقد صُدم العالم قبل أيام بمشاهد حية لإرهابي اقتحم مسجداً في نيوزيلندا وقتل العشرات من المصلين الآمنين. وسبق ذلك بث حي لجرائم قتل فردية وعمليات انتحار مروعة.

سارعت شركات التواصل الاجتماعي إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة مع انتشار أخبار حادثة القتل الجماعي ومقاطع الفيديو المروعة؛ لكن تدخل «فيس بوك» كان متأخراً، ولم يستجب إلا بعد أن أبلغته شرطة نيوزيلندا بالبث المباشر. وعلّق «تويتر»، أيضاً، الحساب الذي نشرت عليه المقاطع.

قد تكون الأفكار المتطرفة المتداولة هي الدافع وراء إطلاق النار، ربما أكثر من العنف العرقي. ويبدو أن المذبحة الأخيرة قد أُريد لها أن تنتشر على نطاق واسع. لقد تم بث المقطع ومشاركته وتنزيله على نطاق واسع، وهذا يعني أن المستخدمين كانوا أسرع بكثير من القائمين على مواقع التواصل؛ وهذا تحدٍّ كبير في حد ذاته.

لكن هذه التقنية أثبتت أنها غير كافية. أولاً، لأن الذكاء الاصطناعي هو حل طموح لمستقبل لم يصل بعد. إنه يعطي زوكربيرغ وغيره غطاءً. تالياً، من الصعب للغاية اكتشاف المحتوى غير المرغوب فيه وتنظيفه تلقائياً. والأسوأ من ذلك، بالنظر إلى مجموعة من المليارات من المستخدمين، فإن الأشخاص الأذكياء سيجدون دائماً طرقاً لخداع أي نظام كمبيوتر؛ على سبيل المثال، عن طريق تعديل الصور أو مقاطع الفيديو بشكل طفيف لجعلها تبدو مختلفة.

يتعيّن على العالم ألا يستسلم أمام وسيلة ابتكرها الإنسان لتسهيل التواصل والوصول إلى المعلومة، والتي قد تصبح في يوم من الأيام سلاحاً فتاكاً قد يلحق به أذى جسيماً. وإذا لم نتمكن من وضع ضوابط وآليات فعالة فإن هذه التقنية الحديثة قد تصبح تهديداً لا يمكن توقع نتائجه.

 

تويتر