مزارعو أوغندا يستخدمون النحل لطـــرد الأفيال من مزارعهم

في أوغندا اكتشف المزارعون سلاحاً فعالاً لطرد الأفيال التي تدخل المزارع وتعيث فيها فساداً، وذلك السلاح هو النحل. قبل فترة من الوقت كادت مزرعة سانتو أوكيلو، أن تتعرض لهجوم من دخلاء، وهؤلاء الدخلاء ليسوا بشراً، وإنما أربعة أفيال جاءت عند المغيب لتتناول وجبة خفيفة من محصول السمسم. ولكن هذه المرة، لم تكد الفيلة تصل إلى محيط المزرعة حتى ولّت الادبار فجأة وهربت من المكان، وصارت تضرب بأرجلها على الأرض وترفع أذيالها في الهواء خلال هربها من المزرعة. والسبب في هروبها هو مهاجمتها من قبل النحل، إذ وضع أوكيلو خلاياها (نحو 60 خلية) على شكل حاجز حول المزرعة. قبل سنوات قليلة، كانت أي زيارة للمزرعة تقوم بها الفيلة، التي تعيش في حديقة مورشيسون فولز الوطنية القريبة، تعني الخسارة المؤكدة لأوكيلو الذي يعتبر هذا المحصول مصدر دخله الرئيس. يقول أوكيلو: «في الماضي كنت أتحمل الخسارة وابدأ في زراعة محصول السمسم من جديد، لكن النحل يحمي الآن المحصول».

غزو المزارع

بدأت الفيلة تغزو المزارع والقرى في هذا الجزء من شمال أوغندا في أوائل عام 2000، عندما عادت المجتمعات التي شردتها عقود من القتال بين الحكومة والمتمردين المعروفين باسم جيش الرب، إلى المناطق التي نزحوا عنها. وواجهوا قطعان الأفيال التي كانت تتجول بحرية في المنطقة، والتي لم تتورع عن تناول الفواكه والخضراوات التي يزرعها جيرانهم الجدد من البشر.

كانت هذه مشكلة تتطلب التدخل الإبداعي، فعندما صارت الأفيال تداهم المزارع، دمرت معها سبل العيش، وعرقلت المكاسب الاقتصادية للمجتمعات التي تأثرت من الحرب بالفعل. ولكن عندما هاجمت المجتمعات هذه الأفيال كردّ فعل لذلك، هددت التوازن البيئي في شمال أوغندا، وهددت أيضاً أكبر مصدر للعملة الصعبة، وهو السياحة، حيث يتقاطر السياح على حدائق وطنية مثل مورشيسون لمشاهدة العمالقة اللطفاء، الذين يرتفع عددهم بفضل انخفاض عمليات الصيد غير المشروع في المنطقة. يقول المتحدث باسم هيئة الحياة البرية الأوغندية، بشير هانجي: «على مر السنين، شارك العدد المتزايد من الحيوانات الموارد مع عدد السكان المتزايد أيضاً».

حل مدهش

اختبرت الحكومات والمجتمعات المحلية، على مر السنين، مجموعة واسعة من الحلول، من ضمنها صد الأفيال برائحة الفلفل الحار، وبناء الأسوار الكهربائية، وتخويف الحيوانات بضرب الأواني المعدنية، وإشعال المزارعين نيران صغيرة بالقرب من مزارعهم لإبعاد الأفيال. لكن هذه الاستراتيجيات «لم تكن فعالة بما فيه الكفاية»، كما يقول الزعيم المحلي، جون بوسكو أوكولو.

في عام 2009، كان أوكولو واحداً من مجموعة من المزارعين والزعماء المحليين الذين اختارهم الصندوق الدولي لرعاية الحيوان للسفر إلى حديقة تسافو الوطنية في كينيا لدراسة كيفية استخدام المجتمعات المحلية للنحل لحماية مزارعهم من الفيلة. وعادوا مسلحين بحقيقة جديدة مدهشة، هي أن الأفيال تخاف من النحل، وأنها تخشى التعرض للدغ في الظهر والعينين والفم بشدة لدرجة أنها تهرب حتى من صوت النحل المسجل في آلة للتسجيل. ولحماية المزرعة تعلّم الفريق تعليق خلايا النحل بين شجرتين أو أعمدة متينة، ثم ربطها بأسلاك. وفي كل مرة يلمس فيها الفيل السلك، تهتز خلية النحل، ويفر الفيل بمجرد سماعه صوت النحل. وفي دراسة أجراها باحثون في كينيا، استطاعت هذه الخلايا صد نحو 80% من هجمات الفيلة المغيرة.

ولكن عندما قدمت مجموعة أوكولو النموذج الذي درسوه في كينيا للمزارعين المحليين في أوغندا واجهوا بعض المشكلات فمبيدات الآفات المستخدمة محلياً تقضي على النحل، وهذا يعني أن المزارعين الذين يستخدمون النحل يضطرون إلى إيجاد طرق أخرى لحماية محاصيلهم من الحشرات التي تتلف الزرع. كما أن خلايا النحل باهظة الثمن. وتراوح كلفة خلايا النحل المحلية، المصنوعة من جذوع أشجار النخيل أو لحاء الأشجار، من 4 - 8 دولارات للخلية الواحدة. وهذا يجعلها بعيدة عن متناول العديد من المزارعين في المنطقة، الذين يعيشون في الغالب على دولار واحد أو أقل في اليوم. ثم هناك مسألة النحل نفسها، فإدارة خلايا النحل تستغرق وقتاً طويلاً. ويقضي العديد من المزارعين ساعة أو أكثر يومياً في صيانة الخلايا، حيث يجب أن تبقى خلايا النحل نظيفة من النمل الأبيض والنمل والعناكب، كما أن الحشائش المجاورة يجب قصها لإبقاء الثعابين بعيداً، ويمكن أن يكون النحل نفسه عدوانياً، خصوصاً خلال فترة ما بعد الظهيرة عندما يكون مشغولاً بإنتاج العسل.

لكن هذه الطريقة لها محدوديتها أيضاً، حيث إن عدد الأفيال والسكان في ازدياد مستمر. ففي السبعينات والثمانينات، عندما كان الصيد غير المشروع في أوجه، كان لدى أوغندا نحو 700 رأس من الفيلة البرية، أما اليوم فلديها نحو 5000 فيل، بما في ذلك 1330 في شلالات مورشيسون، وفقاً لمسح جوي عام 2014. وفي الوقت نفسه، تعتبر أوغندا واحدة من أسرع المجموعات السكانية نمواً في العالم، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة. ويستمر هذا في التسبب في المزيد والمزيد من الاحتكاكات بين الناس والأفيال، والمزيد من الإحباط أيضاً.

- الأفيال تخشى

التعرّض للدغ في

الظهر والعينين

والفم بشدة لدرجة

أنها تهرب حتى

من صوت النحل

المسجل في آلة

للتسجيل.

- إدارة خلايا النحل

تستغرق وقتاً طويلاً.

ويقضي العديد من

المزارعين ساعة أو أكثر

يومياً في صيانة

الخلايا، حيث يجب أن

تبقى خلايا النحل

نظيفة من النمل الأبيض

والنمل والعناكب، كما

أن الحشائش المجاورة

يجب قصّها لإبقاء

الثعابين بعيداً، كما أن

النحل يمكن أن يكون

عدوانياً.

الأكثر مشاركة