السكك الحديدية الهندية تنقذ الأطفال من تجار البشر

أطفال تم إنقاذهم من القطار. من المصدر

ألف مليون مسافر يمرون عبر محطة سكة حديد دلهي القديمة كل يوم. بعض من هؤلاء أطفال سيتم بيعهم للمصانع التي تستغل العمال أو لبيوت الدعارة. وفي الوقت الذي تتوقف فيه القطارات، لا يوجد لدى أجيش سوى دقائق للتعرف إلى الأطفال الذين يتم تهريبهم قبل أن يغادروا المحطة، ويذوبوا في الحشد الخارجي. ومن المثير للدهشة أن هذه الفرصة الصغيرة هي كل ما يحتاجه هو وفريقه بمؤسسة «تشايلدلاين إنديا فاونديشن»، التي تنقذ من 90 إلى 100 طفل كل شهر من براثن تجار البشر.

اتصل موظف سكة حديد بمؤسسة تشايلدلاين من القطار، ليخبرهم بأن أربعة أولاد في مقصورته يبدو كأنهم مختطفون، لأنهم يتصرفون بطريقة غريبة، وفي هذه اللحظة صعد أجيش وفريقه إلى القطار واقتاد الأطفال، وعندما اقترب من «العم» وهو التاجر، أطلق ساقيه للريح وهرب بجلده وذاب وسط الحشد. أخذ أجيش الأولاد إلى مكتب تشايلدلاين، وجلس معهم لتناول الشاي والبسكويت، لكي يتدبر أمرهم.

يقول الصبي أنيل باسوان، البالغ من العمر 10 سنوات، إن «العم أخبر والدي بأنني سأحصل على وظيفة جيدة، وبنطلون جينز مجاني، وسيرسل إليه ما يكفي من الأموال كل شهر، لكي يستطيع شراء الطعام لأشقائي وشقيقاتي». يسمع أجيش قصة مشابهة كل يوم، وأن «العم» كان يخطط لبيع الطفل لصاحب العمل الذي سيستعبده من 12 إلى 14 ساعة في اليوم، في ظروف معيشية سيئة، في كشك لبيع الطعام على جانب الطريق، أو مصنع، أو مشغل للملابس الجاهزة.

قبل ثلاث سنوات، وضعت مؤسسة «تشايلدلاين»، التي أنشئت تحت رعاية وزارة شؤون المرأة وتنمية الطفل، خطة بالتعاون مع السكك الحديدية الهندية، لإنقاذ الأطفال الذين يتم تهريبهم وبيعهم. وتضمنت الخطة تدريب موظفي السكك الحديدية لمراقبة ما إذا كان الأطفال يبدون كأنهم يسافرون في القطار رغماً عنهم، أو أن ملابسهم رثة، أو أنهم يتحدثون لغة غير لغة أهل دلهي، أو أي من الإشارات الغريبة. في عام 2016، تم الإبلاغ عما مجموعه 8132 من حالات الاتجار في البشر في جميع أنحاء الهند، وهي قفزة بنسبة 18٪، مقارنة بالحالات المسجلة في عام 2015، التي بلغ عددها 6877 حالة، وفقاً لمكتب سجلات الجرائم الوطنية. وبصرف النظر عن تجنيد الموظفين، اتجهت المؤسسة لتوعية الجمهور أيضاً، فقد انتشر في القطارات والمنصات نحو 200 ألف ملصق إعلاني، تتضمن خطاً هاتفياً لمساعدة الطفل.

تويتر