المرصد

«فوكس نيوز» تؤجج كراهية اللاجئين قبل وصولهم

بعد أن دأب مذيع محطة «فوكس نيوز»، تاكر كارلسون، على بث الرعب في قلوب المواطنين الأميركيين، خلال برنامجه المسائي اليومي، الذي يتحدث فيه عن التهديدات التي تتعرض لها الولايات المتحدة من اللاجئين غير الشرعيين وغيرهم، وجهت إليه منظمة «دمروا العنصرية» تغريدة، قالت فيها: «في كل ليلة تنشر الرعب والخوف في بيوتنا، الخوف من الآخر، الخوف منا، الخوف منهم. وفي كل ليلة تخبرنا بأننا لا نعيش حياة آمنة».

وقبل ظهور هذه التغريدة بوقت قصير، شاهدت زوجة كارلسون عدداً كبيراً من المتظاهرين يتجمعون حول منزلها، ما جعلها تعتقد أنهم سيقتحمون باب المنزل. وقال كارلسون لصحيفة واشنطن بوست، واصفاً التظاهرات حول بيته قبل نحو ساعتين من برنامجه اليومي المسائي «اتصلت بي زوجتي وكانت في المطبخ، وسمعت ضربات على الباب الأمامي للمنزل، إضافة إلى صرخات عالية».

وادعى كارلسون أن المتظاهرين كانوا منتشرين في الشارع، وهم يلوحون بلافتات كتب عليها عنوان بيته. وهتف بعضهم: «إننا نعرفك ونعرف أين تنام»، وأكد كارلسون أن تلك التظاهرة ذهبت أبعد من التظاهرات التقليدية، التي عادة تكون لتأييد سياسة ما أو رفض أخرى، وإنما كانت الرسالة التي حملها المتظاهرون هي رسالة تهديد لكارلسون وعائلته. وقال كارلسون للصحيفة «لم تكن تظاهرة وإنما تهديداً. لم يكونوا يطلبون مني تغيير أي شيء. إنما كانوا يهددونني ويطلبون مني مغادرة الحي الذي أسكن فيه، والمدينة التي عشت فيها».

لكن منظمة «دمروا العنصرية»، التي تقدم نفسها بأنها «متحدة لمكافحة العنصرية، والنازية وأي مجموعة ترى أن العالم ليس لجميع سكانه»، أوضحت السبب الذي دفعها إلى كل ذلك، قائلة إنها فعلت ذلك رداً على الدرس العنصري الذي كان الإعلامي كارلسون يلقيه يومياً على المستمعين، ويبالغ كثيراً جداً عن المخاطر التي يحملها المهاجرون القادمون من أميركا الجنوبية، وأنهم ليسوا إلا قنابل موقوتة ستنفجر عند دخولهم إلى الولايات المتحدة. لهذا قالت المجموعة، في تغريدتها التي نشرتها، لكارلسون: «الليلة نذكرك بأنك لست آمناً أيضاً في بيتك».

ومن غير الواضح من أين جاءت هذه النصائح التي يقدمها هذا الإعلامي، والمتعلقة بالخوف والرعب من هؤلاء اللاجئين، الذين هجروا بلادهم وبيوتهم التي عاشوا وترعرعوا فيها وتركوا فيها أجمل ذكرياتهم، نتيجة الفقر المدقع الذي وصلوا إليه. وهم لا ينشدون أكثر من الحصول على أي عمل يساعدهم على العيش وإطعام أطفالهم الصغار. وبلاشك فإن حالات إطلاق النار العشوائي التي يقوم بها أشخاص أميركيون، هي أشد خطراً وفتكاً من كل المهاجرين الذين يدخلون إلى الولايات المتحدة.

لكن بدلاً من الحث على التعاطف معهم ومساعدتهم، أخذ هذا الإعلامي يحض على رفضهم وكراهيتهم، حتى قبل أن يصلوا إلى حدود الولايات المتحدة. لقد كان هذا الإعلامي ينفذ أجندة بعيدة تماماً عن مهنته التي هي البحث عن الحقيقة مهما كان الثمن، وبات ينشر الأفكار العنصرية التي تعد رائجة بقوة الآن في الولايات المتحدة.

تويتر