زعيم حزب العمال البريطاني:

لا يمكننا إيقاف حركة سير الخروج من الاتحاد الأوروبي

كوربين: لا أؤيد الاقتصاد الليبرالي الجديد. أ.ب

تحدث الزعيم العمالي البريطاني، جيرمي كوربين، عن المأزق الذي تواجهه بريطانيا في خضم خروجها من الاتحاد الأوروبي، وعن خيبة أمل الأوروبيين في الاتحاد، وعن خذلان السياسة للشباب، وفي ما يلي مقتطفات من المقابلة:

• البلد منقسم للغاية في الوقت الحالي، لأسباب ليس أقلها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإذا كان بإمكانك إيقاف «الخروج»، فهل تقدم على ذلك؟

-- لا يمكننا إيقاف «الخروج» في الوقت الراهن لأن الاستفتاء حدث بالفعل، وتم تفعيل المادة 50. ما يمكننا القيام به الآن هو التعرف إلى الأسباب التي جعلت الناس يصوتون لـ«الخروج».

• ولماذا كان معظم الناس يريدون «الخروج»؟

-- أعتقد أن الكثير من أفراد الشعب البريطاني عبروا عن غضبهم من التخلف الذي أصاب المجتمع، هناك نسبة عالية من الأصوات المطالبة بالخروج في أكثر مناطق البلاد تخلفاً. وفي الكثير من المناطق المحرومة، تدهورت ظروف العمل على مر العقود، بسبب التشريعات الأوروبية.

• هل كنت ستواجه المشكلات نفسها التي تواجهها رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، الآن إذا كنت مسؤولاً عن مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؟

-- لا، لأنني لم أكن مرتبطاً باقتصاد الولايات المتحدة الخاضع للقيود، حيث يحاول جناح واحد من حزب المحافظين معالجة هذا الأمر طوال الوقت. إننا نريد إقامة اتحاد جمركي جديد وشامل مع الاتحاد الأوروبي، والذي من شأنه أن يحمي الحدود الإيرلندية، وهذا أمر مهم، وأيضاً ينبغي أن نضمن أن سلاسل التوريد لدينا تعمل في كلا الاتجاهين. صوّت الناس بالخروج أو بعدم الخروج، لكن لم يصوّت أحد على فقدان وظيفته. لم يصوت أحد على خفض مستويات المعيشة أو ظروف العمل.

• يجادل البعض بأنه إذا كان لدى حزب العمال زعيم مؤيد للاتحاد الأوروبي، لكانت نتيجة استفتاء «خروج» بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مختلفة تماماً، كيف تعتقد ما ينبغي أن يكون عليه الاتحاد الأوروبي لكي تدعمه؟

-- لقد انتقدت سياسة المنافسة الأوروبية والتحرك نحو السوق الحرة، وانتقدت في الماضي معاملة الاتحاد الأوروبي لليونان، رغم أن منطقة اليورو هي في الغالب التي فعلت ذلك باليونان. تتمثل فكرتي في أن تكون أوروبا اشتراكية، بها مجتمعات شاملة تعمل للجميع وليس فقط لعدد قليل.

• هل هذا يعني تراجعاً أوروبياً عن الليبرالية الجديدة؟

-- حسناً، كما تعلم، فأنا لا أؤيد الاقتصاد الليبرالي الجديد.

• بالنظر إلى المهمة شبه المستحيلة التي تواجه تيريزا ماي، ألا وهي إبرام صفقة ليس فقط مع بروكسل ولكن أيضاً مع حزبها، هل تشعر أحياناً بالأسف تجاهها؟

-- أنا إنسان محترم، أشعر بالأسف لأي شخص في محنة، لكن أفضل طريقة لأي شخص في محنة هو إخراج نفسه من مصدر تلك المحنة.

• لماذا يؤيدك الكثير من الشباب؟

-- هذا ليس شيئاً شخصياً، إنه أمر يتعلق بنا كحركات تقدم بعض الأمل. الشباب لم يأنفوا من السياسة، السياسة هي التي تأنف منهم ولا تقدم لهم شيئاً. لقد نشأت في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، وظننت دائماً أنه من المحتمل أن يكون لدي حياة أفضل من والديّ. ووالداي ليسا فقيرين. كانت نقطة التحول بالنسبة لي هي السياسة التي صادق عليها الرئيس الأميركي الراحل، رونالد ريغان، ورئيسة الوزراء البريطانية الراحلة، مارغريت تاتشر، كانت رسالتهما هي أن الشباب عليهم أن يدفعوا مقابل التعليم، ومقابل الصحة، ولرواتبهم التقاعدية، وأن المجتمع لا يهتم بهم حقاً.

• والآن تريد الذهاب إلى المستقبل؟

-- ما كنا نقوله على جانبي الأطلسي هو إعادة توزيع الثروة والسلطة. السيناتور الأميركي، بيرني ساندرز، لديه خط واضح، يقول: «يمكن لأميركا أن تقبل أي شيء باستثناء عدم المساواة».

• ستبلغ الـ70 عاماً العام المقبل، هل تخطط للترشح في الانتخابات العامة المقبلة؟

-- أنا صغير جداً، لأنني أتمتع بصحة جيدة، أمارس الركض، وأنا نباتي، أنا آكل الحبوب كل صباح، ولا أدخن ولا أتعاطى الكحول، ولا أفعل أي شيء سيّئ.


كوربين تحدث عن المأزق الذي تواجهه بريطانيا في خضم خروجها من الاتحاد الأوروبي، وعن خيبة أمل الأوروبيين في الاتحاد.

تويتر