اللوم أُلقي على «التماس الكهربائي»

الحافلات المتفجرة في روما.. مشكلة تزداد سوءاً والحل رهن الخلاف السياسي

صورة

كانت صور حادث الـ23 من أكتوبر، قرب محطة مترو «ريبوبليكا»، صادمة لكثير من سكان روما، وكان انفجار حافلة في مايو على شارع التسوق الرئيس «فياديل تريتون»، ضمن 10 انفجارات، على الأقل في العاصمة الإيطالية، هذا العام، وعلى الرغم من عدم الإبلاغ عن أية إصابات، كان هناك 22 انفجاراً للحافلات في العام الماضي و14 في 2016، وأُلقي اللوم في معظمها على التماس الكهربائي.

الأمور ليست أفضل مع ماكينات الدفع، فعدد من آلات التذاكر التي يمكن العثور عليها، في روما، لا تقبل البطاقات وتبتلع العملات المعدنية بانتظام، ولاتزال البطاقات القابلة لإعادة الشحن قيد الاختبار في أماكن قليلة ومحددة، وعلى الرغم من انخفاض جودة النقل في العاصمة، إلا أن التكاليف آخذة في الارتفاع، إذ ينفق الشخص في روما 7.4 يورو لكل كيلومتر مقارنة بـ2.8 يورو، وهو السعر الذي يعتبر الأفضل أوروبياً.

يعتبر نظام النقل في روما متخلفاً مقارنة بمعظم العواصم الأوروبية، والكثير من المراكز الحضرية الإيطالية، أيضاً. ويعتمد مترو روما بشكل شبه كامل على خطين «أ» و«ب»، مع وجود خط ثالث غير مفصل إلى حد ما، ولا يخدم سوى جزء صغير من سكان المدينة البالغ عددهم 2.8 مليون نسمة، وتتحمل شركة نقل روما ديْناً ضخماً بقيمة 1.4 مليار يورو وسمعة سيئة بسبب النفايات.

ويقود عضو البرلمان عن الراديكاليين الإيطاليين، ريكاردو ماجي، حملة ضد الشركة المشغلة لوسائل النقل في العاصمة، ويقول «نموذج النقل الحالي فشل، لقد أوجد كارثة ويمكن للجميع رؤية ذلك»، وفي المقابل تؤيد عمدة بلدية روما، فيرجينيا راجي، الشركة الوطنية لتشغيل أنظمة النقل، وقالت خلال حملتها الانتخابية في 2016، إنها «جوهرة في تاج روما»، وهو تعليق من شأنه أن يثير السخرية إذا ما أدلت به اليوم، ويعمل في نظام نقل العاصمة نحو 11 ألف شخص بين سائق ومشغل وموظف.

في هذه الأثناء، يقول المدافعون عن النظام الحالي للنقل، الذي تديره الدولة، إن له مزايا كثيرة، ويشيرون إلى أن كل مدينة لها خصوصيتها لذا فإن المشكلات التي تعيشها روما عادية نظراً لطبيعتها الاستثنائية، وتواجه المدينة تحديات أثرية واضحة، كما يقول باولو أرسينا، وهو مهندس معماري أسس شركة «ميتروفيا» في 2016، لاقتراح تغيير جذري في شبكة مترو الأنفاق، ويضيف «الآثار القديمة ليست سوى جزء من المشكلة». ويوضح أرسينا، «روما لديها تصميم شديد الصعوبة بالنسبة للنقل العام، والمنطقة الحضرية كثيفة في أجزاء مترامية بمناطق أخرى، مع وجود عدد كبير من الكيلومترات المطلوبة لخدمة عدد قليل نسبياً من الناس، وتعتمد روما على النقل بالحافلات. نحن الآن أسرى حافلات روما».

في مؤتمر أشرفت عليه «ميتروفيا»، في الثالث من نوفمبر، تم عرض أكثر من 100 خطة لروما المستقبلية، التي تضم 10 خطوط مترو، وتهدف الخطة إلى دمج السكك الحديدية الإقليمية الموجودة التي تمر عبر المدينة، ما يخلق نظاماً «مناسباً لعاصمة أوروبية»، وفقاً لأرسينا.

إلا أن سكان روما أنفسهم مازالوا متناقضين إلى حد كبير، ما دفع البعض إلى اتهام العمدة بالتقليل من أهمية الاستفتاء على نظام نقل جديد، من أجل الحفاظ على الوضع الراهن.


روما بحاجة ماسة إلى رؤية

يحاول الراديكاليون في روما حشد الناخبين للتصويت ضد آلية تشغيل وسائل النقل في روما. ويأتي ذلك في وقت لا يبدو فيه الكثير من سكان المدينة العريقة مهتمين بهذا الجدل بين السياسيين. ويقول المهندس باولو أرسينا، «لقد كانت إدارة نقل روما سيئة للغاية لسنوات، مع وجود رؤساء بلديات يفتقرون إلى رؤية للمستقبل» متابعاً «هذه مدينة بحاجة ماسة إلى رؤية». ما يريده الناس، حقاً، هو وقف انفجارات الحافلات، وعدم التسبب في حالة الذعر. وفي ذلك يقول مارديني كوليستو، وهو من سكان روما، إن السياسيين «لديهم ما يكفي من الوقت للخلاف وإلقاء اللوم، لكننا بحاجة إلى حلول مقنعة ومستدامة».

نظام النقل في روما يعد متخلفاً مقارنة بمعظم العواصم الأوروبية، والكثير من المراكز الحضرية الإيطالية، أيضاً.

تويتر