زيادة تناول الأطفال «هرمون النوم» تثير قلقاًَ في بريطانيا

«الميلاتونين» يشكل خطراً على صحة الأطفال على المدى الطويل. من المصدر

يتناول عشرات الآلاف من الأطفال والشباب، في بريطانيا، عقار هرمون الميلاتونين لمساعدتهم على النوم، ما يثير قلق الأطباء من عدم وجود دليل حتى الآن على فاعليته أو سلامته على من يتناولونه على المدى الطويل. و«الميلاتونين» هو هرمون يفرزه الجسم بشكل طبيعي في البيئة المظلمة للمساعدة على النوم، ويتم تصنيعه في المختبرات لمساعدة المصابين بالأرق على النوم. وصرحت وزارة الصحة باستخدامه للأشخاص، الذين تزيد أعمارهم على 55 عاماً. ويعتبر بديلاً جيداً عن عقاقير معالجة الأرق التي قد تقود إلى الإدمان.

وعلى الرغم من عدم ترخيص وزارة الصحة استخدامه من قبل أي فئة عمرية أخرى، فإنه يستخدم هذه العقاقير 117 ألفاً و85 شخصاً في بريطانيا دون سن 18 عاماً من غير وصفة طبية، خلال الفترة بين عامي: 2017-2018. وفي الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام، استخدمه 69 ألفاً و280 فرداً دون سن الثامنة عشرة.

ويرتفع عدد الأطفال والشباب، الذين يتناولون هذا الهرمون عاماً بعد عام، ويرجع هذا الارتفاع لحد كبير إلى زيادة تناوله من قبل الأطفال فوق سن السابعة. ويتزايد استخدام نوع الدواء المعدل، الذي يحرر الهرمون بشكل أبطأ في الجسم، أكثر من النوع السائل والأقراص، بنسبة 42٪ في الفترة من 2015-2016 إلى 2017-2018، حيث ارتفع من 62 ألفاً و384، إلى 88 ألفاً و944، في ثلاث سنوات. إلا أن الخبراء الطبيين أعربوا عن قلقهم من أن أطباء الأطفال يركزون على هذا العقار، بسبب عدم وجود سوى عدد قليل من البدائل لدعم الأطفال الذين يعانون الأرق ومشكلات أخرى. تقول الزائرة الصحية ومؤسسة عيادة «ميلبوند سليب»، ماندي جورني: «هذه الأرقام تظهر أننا بحاجة إلى المزيد من الخدمات للأطفال الذين يعانون مشكلات في النوم». وتضيف «يمكننا الحصول على نتائج جيدة للغاية بمجرد تعديل السلوك النومى للطفل، وأن يطرح أولياء الأمور على أنفسهم السؤال عما إذا كان أبناؤهم يحتاجون فعلاً للميلاتونين؟».

وتقول جورني إن وزارة الصحة طلبت منها تدريب الممرضات والممرضين الصحيين في ويلز، بسبب ارتفاع معدل تناول الأطفال للميلاتونين. وتضيف أن تناول الميلاتونين قد انخفض بعد التدريب. ويقول الخبير في النوم والمدير السابق لأبحاث النوم في جامعة سوراي، الدكتور نيل ستانلي، إنه فوجئ بالعدد الكبير من الأطفال الذين يتناولون هذا العقار، ويقول هناك دليل محدود للغاية على فاعليته على الأطفال غير المصابين بالتوحد الشديد والأطفال الأكفاء.

تويتر