• المرصد

تفاقم خطر إدمان الأطفال على ألعاب الفيديو

الزيادة الكبيرة في استخدام ألعاب الفيديو من قبل الأطفال لا تشكل خطراً على صحتهم فقط وإنما على نوعية حياتهم. وخلال السنوات الأخيرة، أصبحت ألعاب الفيديو أحد أشهر أشكال التسلية بالنسبة للأطفال والمراهقين في شتى أنحاء العالم، وهي تعتبر الآن شكلاً خطراً من الإدمان بالنسبة للكثير من الأطفال، الأمر الذي يسبب قلقاً كبيراً ليس للآباء فقط وإنما للسلطات الصحية والمدارس أيضاً.

وتشير التقديرات إلى أنه ما بين 5 و8% من الأطفال و المراهقين مدمنون على هذا الشكل من التسلية، وخلال الأيام الأخيرة، صنفت منظمة الصحة العالمية الإدمان على ألعاب الفيديو باعتباره سبباً لحدوث تشويش على الصحة النفسية، وإن كان هذا الرأي لا يشاطرها فيه جميع الخبراء حول هذه الألعاب.

وإحدى الحالات التي تجعل استخدام هذه الألعاب جذاباً للأطفال أنه يمكن ممارستها بعناصر قليلة، بخلاف الألعاب التقليدية. وفي الوقت ذاته، فإنها تسمح للأطفال بالهروب من صعوبات ومطالب العالم الحقيقي.

ويمكن أن تسفر ألعاب الفيديو عن آثار صحية خطرة على الأطفال، مثل المشكلات البصرية، والجسدية، وضعف الشهية للأكل والانعزال الاجتماعي، والغضب والسلوك العدواني الذي يمكن أن يكون له مخاطر على الآخرين عندما يطلبون منهم التوقف عن اللعب، ويمكن أن يفقد الأطفال أصدقاءهم الذين لا يشاطرونهم هذا النوع من اللعب.

ويمكن أن يصبح الأطفال المدمنون على ألعاب الفيديو قلقين ويعانون الكآبة، الأمر الذي يدفعهم إلى الانعزال الاجتماعي، وضعف احترام الذات، ورفض تقبل الذهاب إلى المدرسة، وضعف الدرجات التي يحققها الطالب. وعلى الرغم من أن الإفراط في هذه الألعاب يمكن أن يؤدي إلى مشكلات أخرى بصورة منفردة، إلا أنه يمكن أن يمثل استجابة الطفل إلى أوضاع محددة مثل الاتصال الضعيف مع الآباء أو مع الأطفال والقلق والكآبة.

وللحد من الآثار السلبية لألعاب الفيديو يمكن أن يضع الآباء مجموعة من القواعد، مثل: تحديد الزمن الذي يسمح للأطفال اللعب فيه، ومنعهم من اللعب حتى ينتهوا من تنفيذ مسؤولياتهم وواجباتهم في المدرسة والبيت، والتأكد من أن الأطفال يدركون أن استخدام ألعاب الفيديو ليس حقاً يتمتعون به، وإنما هو امتياز تمكنوا من اكتسابه، وحظر الألعاب التي يعتبرها الآباء خطرة على صحة أطفالهم باستخدام إعدادات «الرقابة الأبوية» التي يتم تضمينها الآن في جميع أجهزة ألعاب الفيديو تقريباً، والاحتفاظ بهذه الألعاب خارج غرف نوم الأطفال، حيث يمكن للوالدين التحكم في استخدامها بسهولة أكبر، ومنع الأطفال من مشاهدة الألعاب العنيفة المثيرة للقلق.

وبالطبع فإن مسؤولية الآباء تكمن في تقييد وصول الأطفال إلى ألعاب الفيديو وألعاب الكمبيوتر، كما أن النصائح التي يقدمها الآباء في كيفية استخدام هذا النوع من الألعاب يجب فرضها على نحو قسري، لأن صحة أطفالنا أصبحت على المحك.

وأسوأ خطأ يرتكبه الآباء هو ترك الحبل على الغارب لأطفالهم باستخدام هذه الألعاب ساعات طويلة، بذريعة أنها تشغلهم عن الشجار مع بعضهم بعضاً أو العبث بالمنزل ومحتوياته.

تويتر