أكدت أن الهجرة أمر طبيعي ويجب إدارتها بإنسانية

أولبرايت: النزعة القومية ورفض الآخر يهدّدان مستقبل العالم

صورة

خلال زيارتها إلى العاصمة الفرنسية، الأسبوع الماضي، سلطت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، مادلين أولبرايت الضوء على النزعة القومية التي تجتاح أوروبا ومناطق أخرى حول العالم، مؤكدة أن النزعة القومية ورفض الآخر يهدّدان مستقبل العالم، وأشارت إلى أن الغرب لم يتوقع أعداد المهاجرين، جراء الصراعات في الشرق الأوسط؛ مشددة على أن الهجرات أمر طبيعي وهي جزء من حياة

أفهم أن التمسك أكثر بالدولة القومية يأتي استجابة للعولمة وتطور الشبكات الاجتماعية، فالناس يريدون الحفاظ على هويتهم وجذورهم ولغتهم، ولكن عندما يتم تحويل الوطنية إلى تعصب للقومية ورفض للهويات الأخرى فهذا يعتبر خطراً.

الإنسان.

وفي ما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معها صحيفة «لوفيغارو»:

• تحدثت عن النزعة الجديدة في كتاب تحت عنوان «الفاشية»، الذي نشر للتو في الولايات المتحدة، ونحن نشهد الآن إحياء للقوميات في كل مكان في العالم. هل هذا يقلقك؟

-- كما تعلم، أنا أيضاً مهاجرة. ولدت في تشيكوسلوفاكيا ووصلت إلى الولايات المتحدة في عام 1948، وفي فرساي، حيث كنا بالأمس، تم التوقيع على معاهدة «تريانون» لإنشاء دولة تشيكوسلوفاكيا في عام 1918. وأنا ولدت على أساس الهوية الوطنية، لذا، نعم، اليوم ألاحظ إحياء النزعة القومية، في أوروبا وأماكن أخرى، ما يثير القلق. أفهم أنها استجابة للعولمة وتطور الشبكات الاجتماعية. يريد الناس الحفاظ على هويتهم وجذورهم ولغتهم، ولكن عندما يتم تحويل الوطنية إلى تعصب للقومية، ورفض للهويات الأخرى، فهذا يعتبر خطراً.

• ألفت كتاباً في عام 2000 وتحدثت فيه عن أثر الدين والعقل في تطوير علاقات جيدة مع العالم الإسلامي. هل ما زلت على الاعتقاد نفسه؟

-- كنت أعتقد أنه يتعين على الدبلوماسيين الأميركيين فعل المزيد لفهم دور الدين في السياسة، تماماً مثل دور التاريخ. الديانات الرئيسة لها قواسم مشتركة، إنها تحض على الحب والسلام وفعل الخير، مع وجود نصوص خاصة بها. أحداث الـ11 من سبتمبر والحرب على أفغانستان وما جرى في الشرق الأوسط، غيرت المعطيات. الإسلام ليس دين حرب ولكن هناك متشددين.

• أزمة المهاجرين في أوروبا وانتخاب دونالد ترامب وقادة قوميون في أوروبا وتركيا، هل هذا يشير إلى إخفاق المسؤولين السابقين وعدم قدرتهم على الإصغاء لشعوبهم.

-- صحيح. لقد تم تجاهل بعض المسائل ولم يتم توقع أخرى، بما في ذلك البطالة ووصول التقنيات الحديثة، ولكن أيضاً، هناك ظاهرة مهمة، تكمن في الشيخوخة التي دفعت بعض الشعوب مثل ألمانيا للاستعانة بالعمال الأتراك. كما لم نحسب جيداً نتائج الأحداث في الشرق الأوسط. أوروبا لم تكن مستعدة لهذا النزوح الهائل للنازحين من بلدانهم. أعتقد أن الهجرات هي جزء من حياتنا، ويجب أن نتعاون لتنظيمها بطريقة مسؤولة وإنسانية. أنا مهاجرة والولايات المتحدة تتميز بتنوعها وقدرتها على الاستيعاب.

• ما رأيك في إيمانويل ماكرون وموقعه السياسي؟

-- أنا لا أعرفه ولكن من خلال خطابه أمام الكونغرس، عندما جاء إلى واشنطن، فقد أثار الإعجاب لوضوحه ودقته. وظيفته صعبة جداً، خصوصاً في ما يتعلق بتطوير أوروبا.

• ما رسالتك إلى الشباب في هذا العالم الذي يبدو أكثر خطورة؟

-- يجب على الشباب الانخراط (في العمل والنشاط السياسي). الانتقاد وحده ليس كافياً، يتعين عليهم الاستجابة ولكن بإيجابية، كما يجب عليهم تعلم وفهم التاريخ وتداعيات كل ما حدث.

تويتر