يجب على العالم أن يستعد لمواجهة الصين الجديدة

الرئيس الصيني شي جين بينغ يبدأ الثورة الصينية الثالثة في بلاده

صورة

تحدثت مدير قسم الدراسات الآسيوية في «مجلس العلاقات الخارجية» الأميركي، الأكاديمية إليزابيث إكونومي، في كتابها الصادر حديثاً، بعنوان «الثورة الثالثة: تشي جين بينغ والدولة الصينية الجديدة» عما يصبو الرئيس الصيني شي جين بينغ، إلى إنجازه. وأشارت إكونومي في مقابلة مع موقع «ذي دبلومات» إلى أنه من خلال تحليل أهداف الرئيس تشي في داخل بلاده وخارجها، يجب على العالم أن يستعد لمواجهة الصين الجديدة.. وفي ما يلي نص المقابلة:

■كانت الثورة الصينية الأولى هي الثقافية بقيادة ماو تسي تونغ، والثانية هي «الانفتاح والإصلاح» بقيادة الرئيس الراحل دين شياو بينغ، حيث أدت كل ثورة إلى تغيير كبير في الحياة الصينية. فإذا كان تشي منخرطاً في الثورة الثالثة، فهل هذا يعني أن ثمة تغييراً جذرياً في الصين مستقبلاً؟

■■ لسنا بحاجة إلى الانتظار لمشاهدة تغييرات تشي في المستقبل، فما ذكرته في كتابي أن ثورة تشي، التي تعتبر الثالثة، قد بدأت آثار تغييرها من الآن. فقد أسهم الرجل في إيجاد الصين الأكثر شمولية وانعزالية في الداخل، وأكثر توسعاً وطموحاً في الخارج.

■كيف تقيمين الدعم الشعبي لتشي، وكيف سيتقبل الصينيون القيادة الصارمة للحزب، خصوصاً بعد الحرية النسبية في بداية العقد الماضي؟

■■من الصعب تقييم الرأي الشعبي في دولة لا تسمح بحرية التعبير عن الرأي. وتعكس جميع استطلاعات الرأي شعبية تشي الكبيرة، وهذا ربما لا يعكس الواقع. ويقول تشي إنه في ظل قيادته أصبحت الصين أكثر ثراءً وقوة. لكن من الغباء تجاهل السياسة الشمولية للحكومة، بما فيها سيطرة الحزب الحاكم على الحياة الاجتماعية والاقتصادية للشعب.

■نلاحظ أن الصين تبعد نفسها عن العالم، وتصبو إلى مزيد من القيادة على العالم، كما ذكرت في كتابك. فهل من الممكن أن تبعد تأثير العالم عنها، وفي الوقت ذاته تؤثر في العالم؟

■■منذ بداية حكمه، عمل تشي جاهداً للسيطرة على الأفكار والمنظمات التي تدخل إلى بلده. وحث الجامعات على عدم تدريس كتب أجنبية. وأكثر من 95% من المنظمات غير الحكومية التي دخلت إلى الصين عام 2016 لاتزال عاجزة عن تسجيل نفسها للعمل في الصين، التي لم تكن قد أصدرت قانون إدارة المنظمات غير الحكومية بَعْد، حيث أصدرته في يناير 2017. وشجعت الصين الشركات الأجنبية في التقنيات المتطورة الراغبة في العمل بالسوق الصينية. وفي الوقت ذاته شجع الرئيس تشي مراكز الأبحاث الصينية والإعلام والشركات للاستفادة من الانفتاح على الدول الأخرى، لتعزيز المصالح الصينية. وبالطبع ليس من المعقول أن يمنع تأثر الصينيين، الذين يسافرون بالملايين إلى الخارج، ويطلعون على أفكار جديدة.

■الحكومة تسيطر على الاقتصاد، وفي الوقت ذاته يدعي تشي أن الصين هي بطلة العولمة، كما أنه يعد بفتح الاقتصاد الصيني، الأمر الذي لا ينسجم مع الدفع نحو زيادة سيطرة الدولة على الاقتصاد. فهل خطاب تشي عن الانفتاح مجرد كلام، أم أنه يمتلك تعريفاً مختلفاً للعولمة عما هو لدينا في الولايات المتحدة؟

■■العولمة تنطوي على تعريف محدد، يتعلق بحرية تدفق التجارة ورأس المال. وكما وصفت في كتابي، فإن الصين لا تسمح بتدفق كليهما. ولن تكون هناك عولمة «حسب المواصفات الصينية»، وسيكون أمراً مرعباً إذا أصبحت الصين هي منارة العولمة في العالم، في ظل حكم تشي.

تويتر