قوة الفتيات تحسّن ظروف المجتمع المحلي في الهند

الشباب هم القوة الحقيقية في الدول النامية. غيتي

تجتاح الهند في الوقت الراهن ما يسمى بـ«قوة الفتيات»، وتنشط الأندية التي تعزز قيمة الفتيات المراهقات في القرى النائية. وتعمل النساء الناشطات في السياسة المحلية مرشدات لهؤلاء الفتيات، ويمنحن الأولوية لهن لتحسين مستقبل فئة من أكثر الفئات إهمالاً في الهند.

وفي قرية «ثيناماديفي» النائية في ولاية تاميل نادو جنوب الهند، والتي تتمدد على أشجار الموز وتنعم بالسكينة وسط حقول الأرز وقصب السكر، انتقلت الفتيات إلى ما وراء المناقشات حول التحديات التي يواجهنها في الهند، ليتخذن إجراءات عمل جريئة وفورية. وبشعورهن بالإحباط من العديد من الرجال الذين لا ينجزون أي شيء، انتظمت الفتيات المراهقات حول هدفهن المعلن، والمتمثل في جعل «ثيناماديفي» أفضل مجتمع في منطقتهن.

وكانت النتيجة هي أنه في أقل من عامين استطاعت الفتيات إنشاء مكتبة مؤلفة من 150 كتاباً، والضغط بنجاح على السلطات المحلية من أجل إقامة محطة للحافلات، الهدف منها تقليل الوقت الذي يتعين على الفتيات (والصبيان) قضاؤه في السير بين الحقول المظلمة والخطرة أحياناً للوصول إلى المدرسة والعودة منها.

«لم نتوقف عند هذا الحد».. كما تقول رئيسة نادي الفتيات في ثيناماديفي، كوساليا راداكريشنان، وتمضي قائلة: «الآن نفهم دورنا في مجتمعنا، ونحن نعمل على ذلك». وتبدو كوساليا الصغيرة، على الرغم من أنها لاتزال في المدرسة الثانوية، كأنها سياسية متمرسة، وتلخص دورها في حركة البنات المحلية بوضوح: «معرفة كيفية تحقيق الآمال والأحلام التي تنبثق من العشرات من الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 14 و18 عاماً في النادي».

كل ذلك ساعدها أيضاً على أن تصبح شخصية شهيرة ونموذجاً يحتذى به هنا، ويتحلق حولها الفتيات الصغيرات عند خروجها من أحد المراكز المجتمعية الضيقة إلى شارع ترابي لقيادة واحد من التجمعات المميزة للنادي، وتقف بشكل يثير الإعجاب في ثوب أخضر اللون، وتقول: «نحن نحسن الأمور ليس للفتيات فقط، بل لكل الناس في قريتنا».

وفي جميع أنحاء العالم، يركز خبراء التنمية بشكل متزايد على الفتيات كمفتاح لتعزيز التقدم في البلدان النامية، وعلى مدار أكثر من عقدين ركزت منظمات الإغاثة والمنظمات غير الحكومية الدولية جهودها، للحد من الفقر وتحسين الصحة العالمية للنساء.

تويتر