إنتاج اللحوم يدمّر الغابات ويسهم في تغير المناخ

البدائل النباتية صحية وأقل كلفة

تربية المواشي تسهم في زيادة حرارة الأرض. أرشيفية

يساعد التقليل من إنتاج وأكل اللحوم على تجنب كارثة مناخية. هذا يبدو دراماتيكياً، لكن يجب النظر إلى الحقائق، فتربية الماشية مسؤولة عما يصل إلى 14.5% من الانبعاثات العالمية لغازات الدفيئة، وهي أعلى من جميع وسائل النقل مجتمعة. وكشف تقرير صدر أخيراً عن معهد الزراعة والسياسة التجارية في بريطانيا، أن أكبر خمس شركات للحوم والألبان لديها انبعاثات غازات الدفيئة أعلى من عملاق النفط «إكسون».

وقد اتبع نحو 5% فقط من المستهلكين الأوروبيين عام 2016 نظاماً غذائياً نباتياً مقارنة بنسبة 19% في آسيا، ولإطعام الحيوانات التي تنتهي في نهاية المطاف على موائد الطعام في بريطانيا، يتطلب استيراد كميات هائلة من محاصيل البروتين - خصوصاً الصويا - في شكل أعلاف. وهذا بدوره يسهم في إزالة مساحات شاسعة من الغابات في أميركا اللاتينية، حيث تنمو المزارع الكثيرة على نطاق واسع لإنتاج فول الصويا المعدلة وراثياً لتغذية حيواناتنا.

ويوفر المناخ في المملكة المتحدة الظروف المثالية لزراعة البروتين النباتي، مثل البازلاء والفاصوليا، للاستهلاك البشري. وتقدم حبوب الفول إمكانات هائلة، فهي تضيف النيتروجين الأساسي إلى التربة، وتوفر الغذاء المفيد للحشرات وتكون مغذية للغاية. في حين يمكن زراعة بذور أخرى في أي مكان تقريباً من المملكة المتحدة، من دون الحاجة إلى كثير من الأسمدة أو المبيدات، وتحتاج إلى القليل من المياه والأرض والصيانة، وعلى الرغم من الإمكانات المتاحة للمزارعين والمستهلكين على السواء، فإن بريطانيا لا تخصص حالياً سوى 16% من الأراضي الزراعية لزراعة محاصيل البروتين.

وبالنسبة للمزارعين، يمكن إدراج محاصيل البروتين في نظم التناوب المستدامة للمحاصيل والمساعدة على التحول عن الزراعة الأحادية المعتمدة على المواد الكيميائية، وبالنسبة للمستهلكين توفر هذه المحاصيل مصدراً للبروتين أقل كلفة من اللحوم.

ومن المهم التأكيد على أن ذلك لا يتعلق بشيطنة مربي الماشية أو الاستغناء عنهم، لكن توفير بدائل وتشجيع اتباع نظام غذائي أكثر تنوعاً مع اعتماد أقل على اللحوم كمصدر للبروتين.

 

تويتر