20 ألف طفل هندي يعملون فيها

أطفال مناجم الميكا في الهند يتحدّون الموت من أجل المال

الصحافي ماريوس مونستيرمان. أرشيفية

تحدث الصحافي الألماني ماريوس مونستيرمان عن معاناة العاملين في مناجم فلزات الميكا التي تستخدم في العديد من الصناعات الحالية، وقال في مقابلة لصحيفة «ديرشبيغل» إن الكثير من هؤلاء العمال هم من الأطفال، وكان الحوار معه كالتالي:

شبيغل: الميكا هي فلزات تستخدمها العديد من الشركات في صناعاتها، إذ إنها مثلاً تعطي لون السيارات بريقه الرائع، ويعمل نحو 20 ألف طفل في الهند في المئات من مناجم الميكا بصورة غير شرعية. أنت سافرت إلى المنطقة وشاهدت ذلك. هل تمكنت من ذلك بسهولة من دون عقبات؟ هل هي معروفة للجميع وغير سرية؟

ماريوس: إنها معروفة للجميع، ولكن ذلك لا يعني أن الوصول إليها في غاية السهولة، خصوصاً بالنسبة لصحافي، إذ إن وجود الكاميرا معك يجعل المسألة أشد صعوبة. إنها مناطق في ولايتي جيرهاند وبيهار، التي ربما لم تشهد وصول أي سائح، وفي اللحظة التي ترجلنا فيها من السيارة عرفت المدينة برمتها أننا حضرنا إليها، وبقي حظر الحكومة على تلك المناجم فترة قصيرة، فقد تحول العمل إلى السرية التامة، ويدرك الجميع أن هذا العمل هو المصدر الرئيس للدخل في المنطقة، ولكن لا يتحدث أحد عن ذلك علانية، خصوصاً أمام الكاميرا.

شبيغل: كيف تمكنت من الوصول إليهم؟

يدرك الجميع أن هذا العمل هو المصدر الرئيس

للدخل في المنطقة.

ماريوس: تمكنت من ذلك بمساعدة صحافي محلي يعرف أين يحفر هؤلاء العمال مناجمهم، وهم لا يبقون في مكان واحد دائماً، إذ إنهم يغيرون مكان الحفر عندما تنفد مادة الميكا من المنجم، ولسوء الحظ كان الجميع يهربون منا عندما يشاهدوننا، لأنهم كانوا يظنون أننا من الشرطة السرية، ولكنا تمكنا من العثور على منجمين سمحوا لنا بالتصوير داخلهما بمساعدة الصحافي المحلي، وكانوا مستعدين أيضاً للحديث أمام الكاميرا.

شبيغل: هل يمكن أن تصف لنا كيف يبدو المنجم؟

ماريوس: الأرض قاسية لكنها مغطاة بالغابات، ويأتي القرويون ويجربون حظهم في البحث عن فلزات الميكا، وهي موجودة بكثرة في كل مكان، لكن العمال يحفرون في الأماكن التي يمكن العثور فيها على كميات كبيرة من الميكا، فإذا كانت الكمية قليلة يغادرون المكان، وإذا كانت الكمية كبيرة، أي بسماكة نحو مترين، يواصلون الحفر باستخدام المطارق والفؤوس، حيث يحفرون أنفاقاً في الأرض بعمق 6 أو7 أمتار. ويبقى الخطر الأكبر انهيار هذه الأنفاق فوقهم.

شبيغل: الشخصية الرئيسة التي ذكرتها هي بادكو، الذي توقف عن العمل في المناجم.. تحدث عنه.

ماريوس: بادكو ماراندي يبلغ عمره 16عاماً، وقد عرفناه عن طريق إحدى الجمعيات غير الحكومية الفعالة في وضع حد لعمالة الأطفال الهنود، وتمكن من الهرب من الأنفاق، وبدأ العمل في هذا المجال منذ كان عمره ست سنوات، لأنه كان بحاجة لكسب المال لعائلته الفقيرة، وعندما كان في الثامنة من العمر دفن حياً إثر انهيار النفق، لكنه تمكن من الخروج حياً مع بعض الإصابات، بخلاف ما يحدث عادة، إذ تقع نحو 20 حالة وفاة شهرياً بسبب المناجم، وترك بادكو هذه المهنة إثر نجاته.

شبيغل: ما الذي لفت انتباهك إلى حد كبير ولاتزال تذكره خلال رحلتك إلى المناجم؟

ماريوس: أكثر ما أذكره هو زيارتي إلى المناجم بحد ذاتها والأنفاق الضيقة، وكيف يعيش العمال فيها طوال حياتهم.

شبيغل: ذكرت في قصة زيارتك للمناجم مقابلة مع أحد تجار الميكا، حيث وافق تاجر واحد على الوقوف أمام الكاميرا، لكن خلال المقابلة ظهر عدد من التجار وأحاطوا بكم وتدخلوا في المقابلة. هل كان من الممكن أن تحصل على معلومات مفيدة من خلال كلامهم؟

ماريوس: الرجل دعانا إلى مكتبه من أجل المقابلة، ثم ظهر العديد من التجار وبدأوا يقاطعون الرجل الذي أجري معه المقابلة كلما قال شيئاً لا يعجبهم، وعندما عدنا إلى فندق قال لنا الصحافي المحلي الذي يرافقنا، إنه تم توزيع صورنا خلال المقابلة على برنامج «واتس أب»، ولهذا فإن الجميع يعرفون ما كنا نفعله، ومن حس حظنا أنه يوم مغادرتنا الهند.

تويتر