المرصد

صور كاريكاتيرية ضد الحالمين في أميركا

مع اقتراب الموعد المحدد لتجديد برنامج الحالمين في الولايات المتحدة، يتعرض نحو 800 ألف حالم للمعاملة السيئة من الحكومة الأميركية، ومن وسائل الإعلام الرئيسة في الدولة على حد سواء. والحالمون كلمة أطلقتها إدارة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، على الذين دخلوا إلى الولايات المتحدة بصورة غير شرعية، وهم لايزالون صغار السن، إذ أصدرت الإدارة قانوناً يدعى «الحلم» يتعلق بهؤلاء، حيث يسمح لهم بالبقاء في الولايات المتحدة، والعمل والدراسة، ويتم تجديد إقامتهم كل عامين.

لكن هؤلاء الحالمون أصبحوا الآن، في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب، الذي ينوي إلغاء «قانون الحلم»، كي يستطيع إبعادهم من الولايات، يعيشون وضعاً صعباً، إذ يتم التعامل معهم من قبل المشرعين بصورة لا تنطوي على أي احترام لمصيرهم أو حياتهم، وباتوا يسمعون ألقاباً عنصرية وغير محترمة من إدارة ترامب. وعلى الرغم من أن ثلثي الأميركيين يدعمون المشرعين، الذين ينوون منح الحالمين وضعية قانونية كاملة، إلا أنهم لايزالون يخضعون لمعاملات بشعة وعنصرية.

وكانت أحدث هذه المعاملات، التي تعرض لها الحالمون في ولاية نيومكسيكو، على شكل صور كاريكاتيرية مهينة ومزعجة، تم نشرها في عدد من الصحف الأميركية المهمة، مثل البوكيرك جورنال، وأشار الصحافي في «لوس أنجلوس تايمز» إلى مدى الفحش الذي تنطوي عليه الصورة الكاريكاتيرية ضد الحالمين، ومعظمهم قادمون من دول أميركا الجنوبية، وقال في تغريدة «أدان مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى المشرعين في نيومكسيكو، هذه الصور الكاريكاتيرية».

وقال السيناتور الديمقراطي، مارتن هاينريش، إن العار يجلل هذه الصحيفة، لأنها «انحدرت إلى درك غير مسبوق، وقامت بنشر صور بشعة ومتعصبة ضد هؤلاء الحالمين، في صحيفة كل همها زرع الفتنة والانقسام في مجتمعاتنا». في حين وصفت السيناتور الديمقراطية من ولاية بنسلفانيا، ليندا لوبيز، الصور الكاريكاتيرية التي نشرتها الصحيفة بأنها «جاهلة وعنصرية وتدعو إلى الكراهية».

وتعتبر صحيفة الجورنال بوكيرك أكثر الصحف انتشاراً في ولاية نيومكسيكو، التي يبلغ تعداد سكانها نحو مليوني نسمة. وأصدرت رئيسة تحرير الصحيفة كارين موسيز، في الرد على الانتقادات التي صدرت ضد صحيفتها، بياناً قالت فيه: «سياسة التحرير في صحيفتنا تقتضي نشر آراء كل الأطراف من جميع أطياف المجتمع الأميركي، ونحن ندرك أن بعض محتويات الصحيفة يمكن أن تزعج البعض. ونحن لا نتفق مع وجهات النظر هذه، إذ إن هدفنا إطلاق النقاشات وتبادل الآراء. لكن اتضح في ما بعد أن هذه الصورة الكاريكاتيرية أثارت غضب البعض، وهذا لم يمكن هدفنا من نشرها، كما أن الجريدة لا تتسامح مع الآراء العنصرية والتعصب بأي شكل من الأشكال».

ورغم بيان الجريدة، واستناداً إلى الدور البنّاء المنوط بالإعلام في المجتمع، كان من الأفضل عدم نشر تلك الصور، لأنها مسيئة إلى أي شخص تستهدفه، ناهيك عما إذا كانت تستهدف شريحة معينة، هي في الأساس لا تحظى باحترام الحكومة، والكثير من الأميركيين.

تويتر