من أجل الحفاظ على ثرواتها الغابية

قبائل الأمازون تخوض حرباً مع قاطعي الأشجار

صورة

تخوض قبيلة كابور الأصلية في البرازيل معركة يومية في ولاية مارانهاو، لحماية غاباتها من قاطعي الأشجار المتطفلين، وتعيش هذه القبيلة في هذه المنطقة الشاسعة من مناطق الأمازون، الأشد خطورة في العالم، والتي يغيب عنها القانون. ويطوف سيرا كابور، هو وأفراد من قبيلته مسلحين بالخطاطيف والأقواس والسهام والمسدسات، وأجهزة تحديد المواقع العالمية ، بحثاً عن متطفلين يقطعون أشجار غاباتهم، حيث لم يتبق سوى النصف من غابات الأمازون في شمال البرازيل. وتوقفت أعمال الحراسة القبلية هذه في أبريل الماضي.

يعكس التنوع البيولوجي النوعية الجيدة

للغابات، في مكان تتصارع فيه أنشطة

الحفاظ على البيئة مع الصناعات

الاستخراجية والأسواق العالمية، وتظل

هذه الثروة الطبيعية عرضة للضغط.

وتحدث كثير من الجرائم في عالم هشّ وخطر، يستمد توازنه بحذر من قيم الحفاظ على البيئة من ناحية، والاستهلاك والتقاليد والحداثة من ناحية أخرى. ولم تتحرّ الشرطة عن كثير من جرائم القتل، ولم تنقلها وسائل الإعلام البرازيلية، لكنها تبرز الضغوط العنيفة التي تتعرّض لها الغابات من إزالة.

وعلى مدى عقود، توغل قاطعو الأشجار داخل الأدغال، لينتقوا من بينها أشجار الزان القيّمة، التي يمكن أن تجلب لهم نحو 1000 جنيه إسترليني، لكل متر مكعب، بعد معالجتها وتصديرها. ويلي ذلك الحرائق - التي كثيراً ما تحدث عمداً - والتي تدمّر الأشجار المتبقية، حتى يمكن استخدام الأراضي لتربية الماشية أو زراعة فول الصويا.

ففي العام الماضي، تمت إزالة 6244 كيلومتراً مربعاً، أي أكثر من أربعة أضعاف مساحة العاصمة البريطانية لندن. وكانت هذه هي المرة الأولى منذ ثلاث سنوات، التي لا يرتفع فيها معدل الحفاظ على الغابات، ما جعل البلاد خارج المسار الصحيح، للوصول إلى أهدافها المتعلقة بالالتزام باتفاقية باريس للمناخ.

وأظهرت دراسات عدة أن حماية أراضي السكان الأصليين، هي الطريقة الأكثر فعالية لخفض إزالة الغابات، إلا أن قبيلة كابور، مثلها مثل العديد من القبائل الأخرى، تشعر بأن الشرطة غالباً ما تنحاز ضدهم. وتعتقد منظمة «غلوبال وتنس»، أن إنقاذ الغابات، هي من أكثر الأنشطة المحفوفة بالمخاطر، وأن البرازيل هي البلد الأكثر دموية في العالم بالنسبة للمدافعين عن البيئة والأرض، حيث لقي 44 شخصاً في هذا الصدد حتفهم عام 2017، وأن مارانهاو، الولاية الأكثر فقراً في البلاد، هي من بين الأكثر تضرراً. وتعرض السكان الأصليين عام 2016 لتهديدات بالقتل، وهجمات أكثر من أي جماعة أصلية أخرى في حوض الأمازون، وفقاً للجنة الأراضي الرعوية.

ينتمي سيرا لقرية زيمبوريندا، التي يعيش فيها 2200 فرد من أفراد هذه القبيلة. ويعكس التنوع البيولوجي النوعية الجيدة للغابات، في مكان تتصارع فيه أنشطة الحفاظ على البيئة، مع الصناعات الاستخراجية والأسواق العالمية، وتظل هذه الثروة الطبيعية عرضة للضغط، ويستميت مجلس كابور في الدفاع عن غاباته، إلا أن العديد من الأفراد يستسلمون للإغراءات.

ومن المفارقات أن قاطعي الأشجار هم جيران، والعديد منهم فقراء، وهناك تزاوج بينهم وبين عائلات القبيلة، ويقاتل أفراد القبيلة قاطعي الأشجار عاماً، ويصالحونهم عاماً آخر، ثم يعودون للعداوة سنة أخرى. حتى سيرا نفسه باع ذات مرة أشجاراً من أرضه، مقابل خمرة «كاشاشاكا» وأموال نقدية، لكنه تخلى في وقت لاحق عن الكحول، وقاد حملة لحمل الآخرين في قريته، للتخلي عن شرب الخمر وبيع الأشجار.

ويقول إيتاهو، وهو أحد أفراد القبيلة معلقاً: «يستخدم قاطعو الأشجار الكحول لإضعافنا، إنه سلاح أكثر قوة من البنادق». ويواجه العديد من أعضاء المجالس التهديدات. ووصف سارابو كابور كيف أنه تعرض للاعتقال من قبل عصابة قاطعي الأشجار في عام 2013، ويقول «أوثقوا ذراعيّ وراء ظهري، وأطلقوا بنادقهم مراراً وتكراراً قريباً من أذني، لدرجة أنني أصبت بالصمم مؤقتاً، وانطلقت رصاصة بمحاذاة فروة رأسي، وغرقت في الدم».

تويتر