مزارعو التفاح اليابانيون يكافحون الفئران بالبوم

صناديق لتعشيش البوم في مزارع التفاح. غيتي

يسعى المزارعون، في المنطقة الرئيسة المنتجة للتفاح في اليابان، إلى تشجيع البوم البري على العودة إلى مزارعهم، لمساعدتهم على مكافحة القوارض التي تضر أشجار الفاكهة، بعد أن هجرت هذه الطيور مزارعهم، بسبب عدم توافر البيئة المناسبة لتوالدها هناك. واكتشف مجتمع زراعة التفاح، في أقصى شمال الجزيرة الرئيسة باليابان، حيث يتم إنتاج 60% من التفاح، أن استبدال أشجار التفاح الطويلة الضخمة بأخرى قصيرة، لم تعد توفر للبوم البيئة المناسبة لعيشها. واكتشفوا أيضاً انتشار القوارض في غياب هذه الطيور، وهم يعملون الآن على استعادتها لمزارعهم.

في بستان تبلغ مساحته 2000 متر مربع، في منطقة شيمويوغوتشي هيروساكي، صنع أحد المزارعين صندوقاً لتعشيش البوم، مدعوماً بأرجل طولها متران، حيث يرتفع لعلو أطول من أشجار التفاح المحيطة به. وعلى الرغم من أنه شاغر حالياً، فإن المزارع، تشيكاغ إشيوكا، 35 عاماً، يقول «سوف يأتي البوم في الربيع، لتربية صغاره هنا».

في عام 2014، أسس إشيوكا «جمعية شيمويوغوتشي للبوم»، مع زملائه المزارعين في الجوار. وقد أقامت المجموعة عشرات الصناديق لتعشيش البوم في البساتين، بالتعاون مع فريق بحث بقيادة أستاذ علم الحيوان في كلية الزراعة وعلوم الحياة بجامعة هيروساكي، نوبويوكى إزوما.

في الأزمنة الماضية، كانت تجاويف أشجار التفاح الكبيرة، توفر مساحات مثالية للبوم لوضع بيضه، وكان يعتمد على إمدادات جيدة من الفئران البرية في المزارع. ومع استبدال الأشجار الطويلة المجوفة في سبعينات القرن الماضي، بأنواع أصغر لتحسين الإنتاج، اختفى البوم من البساتين، لأنه لم يجد مساحة كافية للتعشيش في هذه الأشجار الصغيرة، وترك البشر يواجهون مصيرهم لوحدهم مع القوارض.

ومن المعروف أن شتلة التفاح تحتاج من سبع إلى ثماني سنوات لتصبح منتجة، لهذا تتغذى الفئران على هذه الأشجار في فصل الشتاء، عندما لا يتوافر لها بديل آخر للطعام. وفي بعض الحالات، لا يلاحظ المزارعون الضرر حتى انقضاء الربيع، حيث تتراكم الثلوج حتى علو 1.5 متر في المنطقة، وتموت الأشجار الشابة في بعض الأحيان نتيجة لذلك.

وبما أن قانون مراقبة المواد الكيميائية الزراعية يحد عدد المرات، التي يمكن فيها استخدام سم الفئران، يلجأ مزارعو التفاح إلى إنفاق مبالغ كبيرة، ووقت ثمين من أجل مكافحة الفئران، بما في ذلك إنشاء فخاخ الفئران على الأشجار، فضلاً عن قص العشب.

وبالنسبة للبوم التي كانت تسكن بساتين التفاح، شكلت الفئران جزءاً أساسياً من نظامها الغذائي. وتقضي البوم عادة ما تبقى من السنة على الأشجار في الغابات أو الشجيرات، لكنها تطير إلى حدائق التفاح لتضع بيضها في تجاويفها خلال شهر مارس. ولمدة شهرين تقريباً بعد الفقس، وإلى أن تترك الفراخ أعشاشها، يعتمد البوم على غذائه من فئران البساتين.

 

تويتر