فقر ومخدّرات وشحّ في فرص العمل

طلاب فقراء يجدون صعوبة في الدراسة الجامعية. أرشيفية

يستعد جادروس دايفيس لخوض غمار تجربة مختلفة، لأنه سيدخل إلى عالم العمل قريباً. ينهي دايفيس (19 عاماً)، دراسته الثانوية في إحدى أشد المدارس فقراً في مدينة شارلوت، وربما في الولايات المتحدة كلها. خلال الأشهر الماضية، كان من الصعب على هذا الشاب الأميركي أن يجد مسكناً يستقر فيه، فقد انتهى به الأمر في بيت متهالك في إحدى الضواحي الفقيرة، استأجرته له إحدى عماته. لا يملك دايفيس دعماً عائلياً كبيراً، فقد انقطعت العلاقة بينه وبين والدته قبل سنوات بسبب خلافات مزمنة بينهما. ومع نهاية عامه الدراسي الأخير، يجد الشاب الأميركي نفسه مثقلاً بالديون، إضافة إلى غرامة تقدّر بـ1200 دولار بسبب قيادة سيارة عمته دون وثيقة تأمين، وعدم حضور جلسة المحاكمة.

تُعرف الضاحية التي يعيش فيها دايفيس بتجارة المخدرات، فيما تصل معدلات الفقر في المنطقة إلى ثلاثة أضعاف المعدل الوطني. كما تشهد الضاحية شحاً مزمناً في فرص العمل، الأمر الذي يجعل الشاب أمام خيارات صعبة.

في عمق الجنوب الأميركي، تستفحل ظاهرة الفقر التي عاشها جيلاً بعد جيل. فالخريجون في الثانويات الفقيرة يكافحون إما من أجل الالتحاق بكليات يحلمون بالدراسة فيها أو خوض غمار العمل الشاق. وفي حالات أخرى، الانخراط في عالم الجريمة. وتقول التقديرات المحلية إن فشل الآباء في الالتحاق بالجامعات والكليات يجعل أطفالهم أكثر عرضة للعيش في الفقر والحرمان.

ارتفعت معدلات الفقر في الجنوب ارتفاعاً كبيراً في أعقاب الركود، وكانت أبطأ بكثير في التعافي، مقارنة بولايات الشمال. كما ارتفعت إلى مستويات لم تشهدها المنطقة منذ عقود خلت. وقد تحمّل الشباب وطأة الألم، ففي عام 2000، كانت ولايات عمق جنوب - لويزيانا، مسيسيبي، ألاباما، جورجيا، ولاية كارولينا - تشهد أسوأ معدلات فقر الأطفال مقارنة بالمتوسط الوطني. ورغم أن هذه الولايات بذلت جهوداً معتبرة إلى غاية 2010، إلا أنها الآن تراجعت إلى ذيل القائمة.

تويتر