السكان الأصليون في غواتيمالا يقاومون خصخصة مواقعهم المقدسة

صورة

خلال الأعوام الأخيرة، أصبح موقع الجذب السياحي الشهير المعروف بـ «سيموك تشامبي» في غواتيمالا سبباً للصراع الاجتماعي من قبل السكان الأصليين، المنحدرين من شعب المايا. وفي الثامن من فبراير الماضي اندلعت أعمال توتر، أدت إلى احتلال 200 شخص من أفراد السكان الأصليين مبنى البلدية في منطقة «لانكوين» التي يتبع لها الموقع، وطالب السكان الأصليون باستعادته، ومنذ ذلك اليوم احتفظوا بحق إدارته.

ومنذ الثامن من فبراير الماضي، استمر السكان الأصليون في استقبال السياح في «سيموك تشامبي»، إضافة إلى أخذ رسوم الدخول والحفاظ على الأرض. وسلط هذا الصراع الضوء على معضلة في غواتيمالا، تتعلق بملكية السكان الأصليين للمواقع المقدسة. وقال أحد قادة السكان الأصليين بالقرب من موقع سيموك تشامبي، فرانسيسكو بوب، «نعيش هنا قبل اكتشاف الموقع الأثري الذي أخذ يدر المال»، وأضاف: «علمني والدي أنه من المفروض أن نحمي هذه الأرض، وأن نضمنها لأطفالنا، ولأجيال المستقبل. وأجدادنا أعطونا المسؤولية لحماية الموارد الطبيعية، وعلينا ألا نسمح للدولة بالتربح من وسائل يفترض أن تكون مملوكة لنا».

وأصبح «سيموك تشامبي» موقعاً سياحياً بيئياً مشهوراً، نظراً إلى الجمال الطبيعي لبرك الماء الموجودة في مجرى نهري تحت الأرض وسط الغابة في مقاطعة التا فيراباز. وتم الإعلان أن الموقع يعتبر منطقة محمية، خاضعة لسيطرة وإدارة المجلس الوطني للمناطق المحمية.

وفي عام 2000 منح السكان حق ملكية الأراضي المحيطة بالموقع. ولكن في 2005 أصدر الكونغرس في غواتيمالا قراراً دون استشارة السكان، يقضي بأن يصبح الموقع منطقة محمية، وأن يتم توسيع المنطقة المحمية، إلى ما هو أبعد من المنطقة المحمية الحالية. وخلال هذا الوقت كانت البلدية هي التي تدير موقع «سيموك تشامبي»، ولكن ذلك تغير عام 2013 عندما تسلم المجلس الوطني للمناطق المحمية، ومعهد غواتيمالا للسياحة إدارة الموقع، ومنع السكان الأصليين من استخدام المواقع المقدسة لديهم.

وأبلغت الحكومة السكان الأصليين في المنطقة، بأنه يمكنهم العمل موظفين في الموقع إذا أرادوا ذلك، وأنهم يستطيعون دخول الموقع، ولكن المجلس الوطني للمناطق المحمية، لم يوافق على هذه الوعود. وقال أحد قادة السكان الأصليين، كريسانتنو اسيغ بوب، 61 عاماً، معلقاً: «خرجنا للشوارع لاستعادة مواقعنا، إذ إن هذه الأرض هي لأسلافنا، ونحن الملاك الحقيقيون لها، وبدأنا تنظيم مطالبنا في استعادة أراضينا».

ومنذ عام 2013 يكافح السكان الأصليون لاستعادة برك المياه المقدسة ذات الألوان الفيروزية، التي أصبحت تتمتع بالشعبية لدى السياح. وجاءت استعادة موقع «سيموك تشامبي» في فبراير الماضي إثر شهور عدة من الاحتجاجات المتواصلة عند الموقع.

وإثر استعادة الموقع، قام سكان القرى المجاورة بتوزيع العمل للاحتفاظ بالموقع بما فيه تنظيف القاذورات منه، وجمع رسوم الدخول من السياح، وضمان أمنهم في برك المياه الشهيرة. وتلقى سكان المنطقة الدعم من جميع أنحاء غواتيمالا، خصوصاً من قادة مجتمعات السكان الأصليين في المناطق الأخرى في غواتيمالا. وقال دييغو كوتي من مجلس قيادة السكان الأصليين «نحن هنا لتعزيز سلطة السكان الأصليين في هذا الموقع الجميل، حيث بادر السكان الأصليون إلى استعادة السيطرة على إدارة هذا الموقع»، وأضاف «مجتمعات السكان الأصليين تدعمها القوانين البلدية إضافة إلى المادة 3 من الإعلان العالمي لحقوق السكان الأصليين في الأمم المتحدة، الذي ينص على أن السكان الأصليين لهم الحق في تقرير المصير، وهم الأشخاص الذين يقررون كيفية إدارة شؤونهم والاستفادة من مواردهم».

تويتر