المرصـــــد

نقاش في أميركا حول مستقبل التلفزيون

تشهد الأوساط الإعلامية والثقافية في الولايات المتحدة منذ فترة نقاشاً وجدلاً حيوياً موسعاً حول مستقبل التلفزيون في ضوء الزحف المستمر والمتوسع لوسائل الاتصال الحديثة، وتقنياتها وتطبيقاتها الواسعة.

وتتساءل مجلة «فوربس» عما سيكون عليه مستقبل التلفزيون قريباً وعلى المدى المنظور خلال سنوات قليلة، فهل سيبقى تقليداً كما عرفناه منذ نشأته أم سيصبح رقمياً (ديجيتال)، بكل ما في هذه الكلمة من مضمون تكنولوجي؟ كما عقد أحد البنوك الأميركية المتخصصة في الاستثمارات التكنولوجية مؤتمراً عن تقاطع الاعلام والتكنولوجيا، وتركز معظم النقاش في مصير التلفزيون ومستقبله.

وقد أصبح الجدل حول هذا الموضوع يفرض نفسه على نحو متزايد بعد أن أصبح بإمكان المرء مشاهدة البرامج التلفزيونية والأفلام والمسلسلات التي تريدها وقت ما يشاء على الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وآي باد وآي تاب، وتاب ليت، وغيرها، دون ضرورة الالتزام بالمواعيد التقليدية الصارمة للتلفزيون. وفي كتابها «كيف تتخلص من التلفزيون وتوفر مالاً» تثير الصحافية الأميركية العديد من التساؤلات عن مصير التلفزيون ومستقبله، وتقول ان معظم الأميركيين والأميركيات من الجيل الجديد، الذي يسمى «جيل الكمبيوتر»، الذين تراوح أعمارهم بين 16 و30 سنة، لا يستعملون التلفزيون كثيراً كما كانت الأجيال الماضية.

ومع اختراع «آي تي في»، التلفزيون الذكي، أصبح من الممكن ربط التلفزيون بالكمبيوتر، ومن ثم مشاهدة برامج تلفزيونية من دون قنوات تلفزيونية أو الالتزام بمواعيدها.

وتضيف جونسون: «ليست هناك حدود للمستقبل، فالشخص الذكي هو الذي يعتمد على التليفون الذكي والتلفزيون الذكي، في حين يتحدث ديفيد كار، مسؤول الإعلام في «نيويورك تايمز»، عن جهود شركات وشبكات التلفزيون لمواجهة شركات وشبكات الكمبيوتر. ويقول خبراء في الإعلام ان الناس تبحث اليوم عن السلعة أو الخدمة ذات الكلفة الأقل، والتي تتميز بالجودة ولا تقيد حريتهم في التناول والاستهلاك، بينما تكلفنا برامج التلفزيون كثيراً وتحد من حريتنا من خلال فرضها علينا مشاهدة ما تريده التلفزيونات.

ويبدو أن التلفزيون يجد نفسه يوماً بعد آخر في أزمة تنافسية شديدة مع وسائط الإنترنت والتواصل الاجتماعي وتقنيات الكمبيوتر والهواتف الذكية وتطبيقاتها التي لا تنتهي، ما يضع التلفزيون أمام تحدٍّ كبير وخطر يضع مستقبله ومصيره محل تساؤل وشكوك.

 

تويتر