المرصد

حصار مخيم اليرموك في الإعلام

على الرغم من الكارثة التي تحل على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سورية، إلا أن الإعلام العالمي والعربي يتجاهل ذكر المخيم بصورة غير عادية. ففي نشرات الأخبار التي يمكن أن يسمعها أو يراها المرء بصورة يومية، لا يأتي ذكر مخيم اليرموك، على الرغم من أن نحو 18 شخصاً من كبار السن والأطفال، وبعض أصحاب الحاجات الخاصة، لقوا حتفهم جوعاً، ليس بسبب نقص المواد الغذائية فحسب، وإنما بسبب انعدام كل شيء يحتاج إليه البشر للعيش، حسبما ذكرته وكالة الغوث التابعة للأمم المتحدة. ويتعرض المخيم لحصار خانق منذ ما يزيد على خمسة أشهر، إذ يمنع عنه دخول أية مواد غذائية أو ماء أو دواء، لدرجة أن كثيراً من المحاصرين يموتون لأسباب بسيطة يمكن معالجتها بسهولة، في حالة توافر الحد الأدنى من المواد الطبية.

وربما يقول قائل إن وسائل الاعلام، وما أكثرها، منشغلة عن المخيم بتغطية الأحداث التي تقع في أكثر من بلد عربي، وإن ما يجري في هذه الدول أكثر أهمية من المخيم، الذي لم يتبق فيه سوى نحو 20 ألفاً من سكانه الفلسطينيين، ولذلك فإن نشرات الأخبار تهتم بالأحداث التي تنطوي على معاناة إنسانية في البلاد الأخرى، لكن أليس ما يحدث مأساة إنسانية بكل المقاييس؟

ويمكن أن نفهم أسباب تجاهل وسائل الإعلام الأخرى ما يجري في مخيم اليرموك، إلا أن من غير المفهوم أن تتجاهل وسائل الإعلام الفلسطينية نفسها مثل هذه المأساة التي تخص أكبر مخيم للفلسطينيين المقيمين في الشتات. ولا نعتقد أن لدى الصحف والإذاعات الفلسطينية موضوعاً أهم من هذا يمكن أن يشغلها.

وربما يرجع تجاهل الإعلام لحصار المخيم إلى أن مقتل الفلسطيني لم يعد خبراً مثيراً للاهتمام، لكثرة ما ظهر على الشاشات من قتل ودمار في أكثر من بلد عربي، لكن ذلك لا يبرر لوسائل الإعلام الفلسطينية تجاهل المحاصرين في المخيم ومنحهم ما يكفي من الاهتمام، بهدف لفت الانتباه إلى ما يتعرضون له من مصاعب في حياتهم، كالجوع والبرد والمرض ونقص جميع ما يحتاج إليه الإنسان.

ومما يؤسف له أن وسائل الإعلام الفلسطينية عندما حاولت استدراك هذا التجاهل لما يتعرض له فلسطينيو مخيم اليرموك، الذين وجدوا أنفسهم يتامي بلا معيل، أخذت تحصل على بعض المواد الإعلامية كالصور من مصادر إعلامية أخرى، مثل صور الأطفال الجوعى وكبار السن المهملين والنساء اللواتي يجمعن العشب من أجل سد الرمق.

تويتر