إنترفيو

خبير فرنسي: أميركا تنظر إلى العالم كأهداف أو خدم

صورة

قال الخبير الفرنسي في شؤون الأمن الاستراتيجي، جون جاد يورفوا، إن أميركا تتصرف من منطلق أنها القوة العظمى ولا تحترم حلفاءها، كما تنفق أضعاف ما ينفقه الأوروبيون على التجسس في وقت لم تزل فضيحة التجسس الأميركي على أوروبا تخيم بظلالها على العلاقات بين واشنطن والعواصم الأوروبية المستهدفة. وأضاف يورفوا في حوار مع صحيفة «لوموند»، أن واشنطن ليس لديها حليف وتنظر إلى بقية العالم على أنهم أهداف أو خدم. وفي ما يلي نص الحوار:

ما تعليقك بعد الكشف عن عملية التجسس التي تقوم بها الاستخبارات الأميركية على الاتصالات في فرنسا؟

- لنكن صريحين، أن نعلم بأن وكالة الأمن القومي الأميركية تتجسس على فرنسا فهذا ليس مفاجأة، وهذه ليست الوكالة الأميركية الوحيدة التي تقوم بذلك. في المقابل أعتقد أن الأمر الأهم في القضية هو حجم التنصت الذي تم بشكل منظم ومنهجي، وهذا السلوك يضعف صورة دولة عظمى وديمقراطية، ويجعلنا نتساءل عن نظرتها للعالم والحريات الأساسية.

هل يجب أن تقوم باريس بتحرك أكبر من استدعاء السفير الأميركي من أجل الحصول على إيضاحات؟

- يجب أن يكون رد فعل فرنسا حازماً. الوضع ليس مريحاً والرد حالياً يجب أن يكون دبلوماسياً وسياسياً فقط، ولا يمكن أن يكون قضائياً، وفي ما يتعلق بالمسائل الاستخباراتية فإن الإجراءات القانونية ستكون بطيئة، لكن في الوقت نفسه يجب تذكير الولايات المتحدة بأننا حلفاؤها منذ نشأتها، ويجب ألا نتصرف مع حلفائنا كما نفعل مع خصومنا أو أعدائنا. وهذه العلاقة تتطلب الثقة المتبادلة، كما يتعين على الأميركيين ألا يعاملونا كأننا إيران أو سورية. ويبدو أن هذه القضية كشفت أن أميركا ليس لديها حلفاء، بل أهداف وخدم.

أين فرنسا من ذلك؟

- فرنسا ليست هدفاً ولا خادماً، كان لدينا الانطباع بأن العلاقات الثنائية متوازنة لكن الواقع يبدو غير ذلك، وتالياً يتعين إعادة تعديل الأوضاع من دون تقديم تنازلات.

هذه المراقبة تتجاوز إطار الحرب على الإرهاب؟

- في الواقع ذلك يزيد من الإثارة، لاحظنا أن جزءاً من التجسس استهدف القطاع الاقتصادي والتنافسية الفرنسية، وهذا ربما يمثل الحجم الأكبر لهذه البيانات، ما حدث تعبيرعن أن الولايات المتحدة هي القوة العظمى وهي تتصرف من هذا المنطلق. والأميركيون يعتقدون أن لهم جميع الحقوق، وألا واجب يتقيدون به.

هل لدى فرنسا الوسائل للدفاع وحماية نفسها؟

-التنصت المفرط الذي تقوم به أميركا يتناسب مع الوسائل التي يستخدمونها، وأجهزة الاستخبارات الأميركية تستفيد بميزانية تقدر بنحو 75 مليار دولار سنوياً، وتتألف من 16 فرعاً، وتشغل نحو 110 آلاف شخص، ولديها متعاونون كثر، فالأمر يتعلق بآلة تسحق كل شيء أمامها، في حين لا تتعدى ميزانية أجهزة الاستخبارات الست في فرنسا 10 مليارات يورو، والمواجهة التقنية مع الأميركيين ستبوء بالفشل. وفي الماضي واجه الاتحاد السوفييتي ظروفاً مشابهة.

تويتر