طردت السياسيين وتجار المخدرات.. وحظيت باعتراف الحكومة المركزية
بلدة «كران» المكسيكية تتخلص من الشرطة وتطبق حكم «التقاليد»
الحكومة المكسيكية منحت بلدة كران درجة من الاستقلالية القانونية لتنظيم نفسها. أرشيفية
قرر سكان بلدة «كران» المكسيكية محاربة قاطعي الأشجار غير القانونيين وتجار المخدرات، شأنهم في ذلك شأن كثير من سكان المناطق في المكسيك التي تعاني وطأة الجرائم المتعلقة بالمخدرات، وفساد قوات الشرطة العاجزة عن فعل أي شيء حيال ما يجري.
واستطاع المواطنون، بعد عامين من المعاناة، التخلص من الشرطة، والإمساك بزمام السيطرة في البلدة، وإدارتها وفقاً للتقاليد القديمة الأصيلة التي كان يتبعها السكان الأصليون، واستطاعوا نيل الاعتراف من الحكومة المركزية التي لم تكن لديها سيطرة كبيرة على تلك المناطق، وباركت خطوتهم في ادارة الأمور في المدينة. وعزز من موقف «كران» انه مع ازدياد العنف المتولد من تجارة المخدرات، صار كثير من المناطق في المكسيك يلجأ الى القدرات الذاتية لمحاربة هذه الآفة.
تقع مدينة «كران» في تلال ولاية ميشواكان، ويحيط بها مزيج من الغابات الكثيفة، ومساحات من حقول الذرة الذهبية، والجداول الرقراقة. وعاش في هذه المنطقة شعب «البوريبيتشا» لقرون عدة، واعتمد على مزيج من زراعة الكفاف وقطع الأخشاب.
إلا أن تأثير الأحزاب السياسية الوطنية امتد الى المنطقة، وقبل خمس سنوات من الآن وفد الى المنطقة قاطعو الأشجار غير المرخصين، الذين تربطهم علاقة بمافيا المخدرات، وبدأ بعض القرويين يختفون من المكان، واكتشفت جثث بعضهم أخيراً.
يقول أحد الزعماء المحليين، ويدعى ترينداد راميريز، إن الوضع تحول تماماً في البلدة بسبب هذه الحوادث، ويضيف ان نحو 50 ألف فدان من الغابات تعرضت للإزالة تماماً بطريقة غير قانونية بين الفترة من 2008 إلى 2011. وفي كل يوم يخرج من المدينة نحو 250 شاحنة محملة بالأشجار. واستمرت الحال على هذا المنوال حتى أبريل 2011، عندما قامت مجموعة من النساء المحليات بدفع القرويين إلى اتخاذ اجراء حاسم حيال ما يجري.
تقول إحدى النساء التي ساعدت على تعبئة رجال المدينة، وتدعى خوسيفينا استرادا دي لاس كاساس «أنا ربة منزل، وقبل كل هذا أجمع الحطب، وأبيع الفطائر والخبز، ولم يكن هناك من يهتم بأمرنا نحن سكان البلدة».
ولم تتمالك استرادا وغيرها من النساء أنفسهن امام رؤية اشجار منطقتهن تقطع امامهن وتتدحرج على الشوارع المرصوفة بالحصى، ويواجهن في كثير من الأحيان الشتائم والقذف بزجاجات البيرة من نوافذ الشاحنات، لهذا الأمر دبرن خطة بسيطة.
عند الفجر في اليوم التالي حشدت هؤلاء النسوة أزواجهن وبعض القرويين الآخرين، حيث تسلحوا بالحجارة والعصي، والمناجل، واستطاعوا اعتقال اربعة من قاطعي الأشجار مع سياراتهم.
وفي نهاية المطاف، تدخلت الشرطة، لكنها كانت في صف قاطعي الأشجار، ولهذا السبب طرد أهالي البلدة الجميع من قاطعي الأشجار والشرطة، والسياسيين أيضاً. ويقول راميريز إن «هذا هو اليوم الذي قررنا فيه العودة إلى تاريخنا».
وأغلق سكان البلدة الطرق المؤدية إليها، وبدأوا يحلمون بتطبيق نظامهم الخاص بالحكم، استناداً إلى تقاليد «بوريبيتشا»، وشكلوا مجلساً من 12 عضواً، تمثل راميريز واسترادا جزءاً منه، ونال هذا المجلس الاعتراف في نهاية المطاف من الحكومة المكسيكية.
بعد نحو ستة أشهر من تخلص القرويين من رجال الشرطة، منحت الحكومة المكسيكية البلدة درجة من الاستقلالية القانونية لتنظيم نفسها على المستوى المحلي، وفقاً لتقاليد السكان الأصليين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news