روسيا تتصدّر دول أوروبا من حيث أعداد الشبان المنتحرين

فتيات روسيات يبكين إحدى صديقاتهن المنتحرات. غيتي

تعتبر روسيا الدولة الأولى في أوروبا، من حيث عدد المنتحرين فيها من فئة الأطفال والمراهقين، كما قال المسؤولون في إدارة خدمات «روسبوتندازور» الفيدرالية. وحسب ما ذكرته الادارة، فإن نسبة عدد الأطفال المنتحرين، الذين حاولوا الانتحار ارتفعت من ‬35 الى ‬37٪، خلال الأعوام القليلة الماضية.

وفي الفترة بين عامي ‬1990 و‬2010، تم تسجيل نحو ‬8000 حالة انتحار في روسيا، وبحلول عام ‬2020 يمكن أن تصبح روسيا في المرتبة الثانية على مستوى العالم، في قائمة أهم الاسباب التي تؤدي إلى الوفيات، إذ يأتي الانتحار بعد مرض القلب تماماً.

وبحسب الاحصاءات، تقع في العالم ‬3000 حالة انتحار بصورة يومية، ويمكن أن يصل الرقم إلى مليون حالة سنوياً، وإضافة الى ذلك فإن ما يميز هذه الاحصاءات ارتفاع نسبة الانتحار بين الأطفال والمراهقين. وبحسب احصائية أخيرة، فإن ‬1379 شاباً و‬369 فتاة، تراوح أعمارهم بين ‬15 إلى ‬19 عاما، انتحروا في روسيا خلال عام ‬2009.

وهذا أعلى مستوى للانتحار يحدث بين الأطفال والمراهقين والبالغين، في سن تراوح بين ‬15 و‬35 عاما. يذكر أن هذا التصنيف لحالات الانتحار مفاده أن كل واحدة من حالات الانتحار تأتي بعد ‬200 حالة انتحار فاشلة. وتظهر الاحصاءات أن أسباب حالات الانتحار تعتمد ـ في معظمها ـ على حالات خلاف مع الآباء، هذا بالنسبة للأطفال والمراهقين، أو القضايا العاطفية الفاشلة بالنسبة للبالغين، ويرى الباحثون أن حالات الانتحار الجماعية أصبحت أمرا شائعا، وهناك مزيد من الحالات التي تقع فيها حالات الانتحار، عن طريق القفز من على أسطح المنازل أو عبر نوافذ المنازل العالية.

وكان من المعروف لدى الباحثين، أن ‬10٪ فقط من المراهقين تكون رغبتهم في الانتحار حقيقية، في حين أن الـ‬90٪ الأخرى تكون عبارة عن «صرخة من أجل المساعدة»، وفي الأغلب تكون محاولات الانتحار لدى المراهقين عبارة عن إظهار سمة في الشخصية يقصد بها الابتزاز.

وأحدث حالات الانتحار، قامت بها إيلينا بونوماريفا (‬14 عاماً)، التي توفيت بعد أن ألقت بنفسها من نافذة غرفتها في الطابق الـ‬10، شمال موسكو، إثر مشادة مع والديها، وقبل يومين من هذا الحادث توفيت يولينا شيكوفا (‬14 عاماً) أيضاً، عندما قفزت من شقتها غرب المدينة. ووقعت سبع حالات انتحار بين مراهقين، ألقوا بأنفسهم من مبان عالية بموسكو، خلال الأسابيع الستة الماضية، ومعظم الضحايا كن من البنات، وقالت رئيسة قسم علم النفس التنموي بجامعة موسكو أولغا كاربانوفا «عادة ما يميل المراهقون إلى سلوك تقليد الآخرين، وهذا ما يدفعهم أحيانا الى الانتحار، لتحويل أنفسهم الى نوع من الأبطال، ليصبحوا مركز اهتمام العامة»، مضيفة «ينبغي إصدار تشريعات جديدة في البرلمان الروسي، هذا العام، في محاولة للحد من محاولات انتحار الأطفال».

وقالت «أولا نحن بحاجة إلى قوانين تفرض على الانترنت، إذ يوجد جماعات على الشبكة تقدم ‬132 طريقة للانتحار، وثانياً نحن بحاجة إلى تغطية مسؤولة لحالات الانتحار».

تويتر