الحكومة تقلص الدعم أو تلغيه أحياناً. غيتي

أطفال اللاجئين لدى بريطانيا يكرهون عيد ميلادهم الـ ‬18

يرى معظم سكان بريطانيا أن الاحتفال بعيد الميلاد الـ‬18 يمثل مناسبة قوية تستحق ان يحتفل بها المرء، لكن الوضع مختلف بالنسبة لآلاف من الأطفال الذين جاءوا الى بريطانيا لاجئين، اذ إن الحماسة التي يشعرون بها لدى وصولهم الى هذه السن تشوبها عادة المخاوف من امكانية اعادتهم الى البلاد التي جاءوا منها.

وقام مجلس اللاجئين وشركة بنكوين للنشر بلفت الانتباه الى محنة هؤلاء، عن طريق تشكيل مكتبة سمعية تحوي اوصافاً مؤثرة من قبل اللاجئين لهربهم من المناطق التي عصفت بها الحروب خلال طفولتهم لطلب اللجوء في المملكة المتحدة.

ويمنح معظم اللاجئين الذين يصلون الى بريطانيا وتقل اعمارهم عن ‬18 عاماً رخصة البقاء فيها، ويحصلون على الدعم من دائرة الخدمات الاجتماعية، لكن عندما يصلون الى سن الـ‬18 تتم اعادة تقييم وضعهم من جديد، اذا لم يكونوا حصلوا على وضع اللاجئ. ومن ثم يتم تقليص الدعم الذي يتلقونه او يلغي تماماً، حيث يواجه العديد منهم امكانية احتجازهم في مراكز محددة واعادتهم الى البلد الذي جاءوا منها.

وتمت كتابة قصص هؤلاء خلال ورشة عمل قادها الروائي المرشح لجائزة بوكر ورميش غونسيكيرا في سبتمبر الماضي، والتي تراوح ما بين الكتابة الابداعية الى كتابة سيرة الحياة، وجميعها مستلهمة من موضوع «التحول الى ‬18 عاماً»، وقال الرئيس التنفيذي لمجلس اللاجئين شان نيكولاس، «تكرر هذه القصص صدى تجارب الوحدة المرعبة للعديد من الاطفال الذين نعمل معهم يوميًا، بيد انها تظهر شجاعة العديد منهم الذين كان يتعين عليهم المضي قدما في حياتهم على الرغم من الصعاب، وليس من المقبول ان يتم تخفيض الضمان الاجتماعي لهؤلاء عندما يبلغون الـ‬18 من العمر».

ويقول جو دانثورن، المؤلف الذي كتب رواية «الغواصة»، والذي سـاهم في تأليف هذه المجمـوعة «يتذكر الاشخاص في الثمانينات من العمر فترات مراهقتهم أكثر من تذكرهم ما حدث معهم بالأمس، ومن المحزن جدا ان يتم تعريض جزء حيوي من حياة اي شخص لمثل هذا التوتر، لان ذلك سيعمل على حرفه عن مساره بقية حياته».

قصص

وصل ماتي الى بريطانيا وهو في سن الـ‬14، من قرية زراعية افريقية، اثر مقتل والده وشقيقه، وتمكنت امه من ترتيب تهريبه من الدولة، ويقول: بعد ان وصلت منتصف الـ‬17 بدأت اشعر بقدوم المتاعب، وتم رفضي من قبل إدارة الجنسية والاقامة وبدأت أفكر في أنهم سيأتون إلي ويعتقلونني كي يعيدونني من حيث اتيت. وفي احد الايام قيل لي ان حقي في البقاء في بريطانيا سيتبخر قريباً وبناء عليه قدمت طلباً من اجل الحصول على رخصة للبقاء، لكن المحامي اراد بعض المال لقاء ذلك.

وقالوا انهم لن يقوموا بمساعدتي مجاناً، لان فرصة نجاحي ليست ‬50٪، وأرادوا مني ‬400 جنيه استرليني فأخبرتهم بأنني لا املك المال، وبعد بضعة ايام على عيد ميلادي الـ‬18، نقلوني من مكان سكني إلى مكان آخر فيه خمسة أو ستة اشخاص، ولم يكن المكان قريباً من الكلية التي كنت ادرس فيها، وقال اللاجئون الآخرون ان الشرطة ستأتي في وقت ما من الليل لتأخذنا.

فالنتينا

وصلت فالنتينا الى المملكة المتحدة وهي في سن الـ‬17 بعد تهريبها من كولومبيا: أتذكر عندما كنت طفلة اتطلع الى اليوم الذي سيصبح فيه سني ‬18 عاماً، واحببت العيش مع أمي، لكنني أرغب في الحصول على حريتي، وأكون قادرة على شراء ملابسي، والذهاب الى أي مكان اريده، لكن الامور لم تجر كما اشاء، وأتذكر كيف انني بدأت اختبئ، بعد عيد ميلادي الـ‬18، بين الاغطية والدموع تغطي عيني، واتذكر كيف اني كنت اشعر بالوحدة على نحو لا يطاق، وعندما اصبحت في الـ‬18 من عمري رفض طلب اللجوء الذي قدمته، ولم اكن ادري اين سينتهي بي المطاف مستقبلاً، واردت البقاء، لكن يبدو انه ليس لي حياة هنا، وكنت ادرك انهم اذا اعادوني الى بلدي فلن تكون حياتي آمنة، ولم يكن لدي أي فكرة بشأن كيفية العيش، وعند التفكير الآن في هذه الامور لا ادري كيف تعاملت مع الوضع، ونسيت الكثير من الامور المتعلقة بطفولتي، لكنني اعرف أني لن اكون طفلة مرة ثانية، واعتقد انني يمكن ان اتعامل مع الامور في المستقبل، وانا اعمل بجد كي اصبح كما أرادت مني امي دائماً.

الأكثر مشاركة