إنترفيـــو

مغتصَبة باكستانية: جهلة وأميّون وقفوا ضد لجوئي إلى الشرطة

مختار ماي.

تحدثت الناشطة الباكستانية مختار ماي عن أوضاع المرأة في باكستان، وعن قضية الطفلة مالالا يوسف زاي التي اطلق عليها النار من قبل حركة طالبان باكستان، وقالت ماري التي كانت قد تعرضت للاغتصاب الجماعي بأمر من مجلس العشائر كانتقام للشرف كما يعرف هناك، في حوار مع صحيفة «نيوستيتمان» إنها تتعرض للخطر بعد كشفها عما تعرضت له للرأي العام المحلي والعالمي. وتالياً مقتطفات من الحوار:

هل تعتقدين أن قضية مالالا شبيهة بما حدث لك؟

نعم ولكن بداية رحلتي كانت صعبة، لقد كانت مؤلمة جداً بالنسبة لي وكانت جراحي من النوع الذي لا يمكن شفاؤها ، لأنها كانت اسوأ من جراح الجسد، إلا ان جراح مالالا جسدية فقط، وان كانت خطرة، وإن شاء الله ستشفى.

هل كنت واعية بالمخاطر عندما نقلت قضيتك للقضاء؟

عندما يضع المرء عادة مبادئه نصب عينيه فإن أهله لا يكونون الى جانبه، وعندما رفعت صوتي للمرة الاولى كان جميع الاشخاص الجهلة والاميين ضد نقل قضيتي الى الشرطة، وقالوا «ستكونين فضيحة، وستصبح سمعتك سيئة»، ولكني لم أكترث لذلك.

هل كنت خائفة على سلامتك الشخصية؟

يوجد هناك مخاطر دائماً، وقلت لنفسي ان الامر الذي أريد القيام به جلل واكبر أهمية من حياتي. وعندما اكتشفت أني اريد إنجاز شيء ما في حياتي، لم أعد اشعر بالخوف.

افتتحت مدرسة للبنات، كيف قمت بالتحرك نحو التعليم؟

عندما ذكرت للشرطة خبر تعرضي للاغتصاب كان الأمر صعباً، وكان هناك الكثير من الروتين، لكني التقيت مع العديد من المتعلمين، ووافقوا على الطريق الذي أردته وشجعوني عليه.

كيف تشعرين بما أنجزته الآن؟

أشعر بأني على ما يرام، وأحمد الله الذي منحني القوة، وأصبحت مدرستنا كمدرسة ابتدائية تنمو باستمرار. ولا يوجد أي تعليم في المنطقة، ولكن اصبح لدينا الآن طالبات ينجحن ويذهبن الى الكلية. وربما يصبحن ذات يوم في مجلس البلدة، أو الحكومة.

إذن هناك أمل؟

نعم، أمل كبير، والمستقبل يبدو براقاً، وأصبح لدى النساء صوت وهن يستخدمنه للمطالبة بحقوقهن، وحتى أطفال مثل مالالا لديهن الشجاعة للحديث عن حقوقهن.

عقدت أخيراً مؤتمراً صحافياً قلت فيه إنك تتلقين تهديدات بالقتل وان مدرستك تعرضت للهجمات.

نعم كنت أهدف الى لفت الانتباه الى انعدام الحراسة على المهددين بالقتل. وقد قللت السلطات من الاجراءات الامنية على مدرستنا، وطلبت المساعدة من حكومة البنجاب، ولكن لم يستجيبوا.

هل تعتقدين ان السلطات مسؤولة عن ظهور التطرف؟

ثمة قوانين ولكن لا أحد يتقيد بها وهو خطأ حكومتنا ومؤسساتنا الدستورية والشرطة، لأنهم لا يريدون فرض هذه القوانين.

هل تعتقدين أنه يمكن تحسين هذا الوضع؟

يوجد نساء في قوة الشرطة، ولكن يجب ألا يقتصر الوضع على منحهم اللباس فحسب، وانما منحهم السلطة ايضاً، وهن يستطعن فهم المرأة بصورة افضل من الرجال، فعندما تذهب امرأة الى الشرطة كي تشتكي من تعرضها للاغتصاب فإنه يسألها اسئلة مهينة ولا يمكن الإجابة عنها.

تويتر