بومباي تجند الفتيات منذ 2009

نساء يحرسن الحدود بين الهند وباكستان

مجندتان خلال فترة التدريب. أرشيفية

تجند الهند نساء لحماية الحدود بينها وباكستان، الأمر الذي اثار اهتمام المصورة بولومي باسو، التي قالت انها عرفت عن الموضوع بعد قراءته في صحيفة عام .2009 ويتم تدريبهن على اعمال الدورية وحراسة حدود الدولة الطويلة والخطرة مع الدولة العدو باكستان. وتقول المصورة باسو المولودة في الهند وتوزع وقتها الآن بين لندن ومومباي « اعتقد ان ذلك أمر مهم يجب توثيقه».

وكان معظم النساء اللواتي تم تجنيدهن لهذا الغرض من النساء الفقيرات في المناطق الريفية.

وقررت باسو مراقبتهن ليس خلال التدريب فقط وانما مع عائلاتهن كي تكون قادرة على رواية قصة تحويلهن من قرويات الى جنديات يعملن في حرس الحدود في الهند. وتقول باسو «كان ارتداء البدلة العسكرية بالنسبة لهؤلاء النساء كمن يخرج من جلده. وهن يعتقدن ان هذا العمل طريقة لكسب بعض الاستقلالية»

وتعتبر دوريات حرس الحدود قوات شبه عسكرية. وعلى الرغم من أن بعض النسوة انضممن الى هذه القوات طريقة بهدف كسب المال ببساطة، الا ان اخريات انضممن الى هذه القوات للنجاة من ضغوط الحياة في ظل العائلة الأبوية. وعلى الرغم من ان النساء في الهند يحظين بالاحترام، الا انه يتوقع منهن البقاء سلبيات في كل ما يتعلق بحياتهن، اذ لا يبدين اراء في امور تخص حياتهن كما تقول باسو.

وفي حقيقة الأمر فإن بعض المجندات كن يستبدلن الواجب ازاء العائلة بواجب آخر تجاه الدولة. وتقول باسو «انهن يعتقدن عادة انه امتياز كبير ان يخدمن الدولة بالقناعة ذاتها التي يخدمن بها الرجل»

ولايزال عدد النساء المجندات في القوات المسلحة صغيراً في الهند، لكن هذا التجنيد من اجل حماية الحدود تم هذه المرة للعمل في مجال صعب هو حماية التضاريس الخطرة بين الدولتين النوويتين اللتين انخرطتا في ثلاث حروب شاملة وحروب عدة صغيرة.

ومنذ عام 1948 عندما ألغت بريطانيا استعمارها عن شبه القارة الهندية واشرفت على ميلاد دولتي الهند وباكستان، استمرت الدولتان في النزاع حول الحدود التي فرضت عليهما، خصوصاً في منطقتي جامو وكشمير. وتميل الدولتان الى الاعتقاد ان الأخرى قادرة على ارتكاب اعمال رهيبة، وبالطبع فإنهما على حق. ومنذ امد بعيد ترسل باكستان المقاتلين عبر الحدود وتمول المتمردين في كشمير، وبالمقابل فإن الهند قتلت آلافاً في اعمال قتل غير قانونية، حسب منظمات حقوق الإنسان، خلال حملاتها لقمع التمرد الذي كان يظهر في كشمير للمطالبة بالاستقلال.

وكان اول تجنيد للنساء في سبتمبر ،2009 وعندما علمت به الآنسة باسو، ارادت الحصول على رخصة بالدخول الى معسكرات المجندات ومعايشتهن وتوثيق العديد من الأشكال الحياتية لهؤلاء القرويات اللواتي دفعتهن الحاجة الى التجند في حراسة الحدود . وهي تقول« كان هذا الأمر صعباً اذ تعين علي الذهاب الى العديد من الأشخاص، ولكن معظمهم كانوا يطلبون مني الذهاب الى الآخرين».

وكانت هذه المرأة ترغب في القيام بهذا العمل لوحدها لكن طلب منها ان تذكر اسم وسيلة اعلام تعمل معها، ووافقت عن طريق بعض الأصدقاء ان تذكر اسم واحدة من المجلات. وقامت باسو بعد ذلك بزيارات عدة للنساء خلال تدريباتهن.

وتقول باسو ان حياة هؤلاء النسوة عند الحدود صعبة جداً، عنـدما بدأن الـدوريات على الأماكن الحدودية، وهي اماكن منعزلة قاحلة ومخيفة، حيث تعيش النسوة في المعسكرات حياة رتيبة خالية من التفاصيل المهمة، ولا يحـدث فـيها اي شيء الا المـلل.

وتحدثت باسو عن لقائها مع عدد من المجندات اللواتي قررن مرافقتها لرؤية جثة رجل، عالقة على الحدود بعد ان قتل خلال محاولته الدخول عبر الأسلاك الشائكة المنتشرة على الحدود الفاصلة بين الهند وباكستان. وقالت «كن يشعرن فعلاً بالفخر لما قمن به، نوعاً من تأكيد أهمية وجودهن، ولكنهن كن يشعرن بالقلق من الاتهامات بانتهاك حقوق الإنسان».

باري بيراك: مراسل هيرالد تريبيون في الهند

تويتر