المرصد

إساءات فرنسية

حاول المسؤولون في فرنسا، دون جدوى، التهوين من الغضب الشديد الذي اجتاح العالم الإسلامي بعد نشر مجلة فرنسية صوراً مسيئة للإسلام. وكانت المجلة الأسبوعية «شارلي إبدو» تعمدت نشر الصور رغم حساسية المسألة، الأمر الذي تسبب في حرج كبير للحكومة التي سعت إلى احتواء الأمر في ظل النداءات للتظاهر في الساحات العامة. وعلى الرغم من توسع نطاق التوتر في بلدان إسلامية، فإن باريس تمكنت من احتواء غضب المسلمين الفرنسيين. والغريب في الأمر أن نشر الرسوم على صفحات المجلة المثيرة للجدل تزامن مع عرض فيلم أميركي مسيء للإسلام أيضاً.

ويتساءل كثيرون عن جدوى نشر مثل هذه الأعمال في فرنسا التي يعيش بها أكبر جالية إسلامية في أوروبا. فقد منعت وزارة الداخلية أيضاً كل تجمع ومسيرة تنديداً بالرسوم، ما يجعل المراقب للأحداث يتساءل عن الإصرار على تعنت مزدوج هو السماح بنشر الصور المسيئة من جهة، ومنع الاحتجاج عليها من جهة أخرى.

لقد جاءت ردود الأفعال الغربية متباينةعن الواقعة، ففي الوقت الذي امتنعت صحف فرنسية وأوروبية عن التعليق على الحدث قامت صحف نرويجية بإعادة نشر الصور، وعلقت بأنها تحترم حرية التعبير. وتأتي الحملة الإعلامية في الوقت الذي يحتدم فيه النقاش حول الإسلام والحجاب في أوروبا، والمخاوف من انتشار هذه الديانة في القارة. وعلى الرغم من أن المجلة الساخرة التي نشرت الصور المسيئة تدعي حرية التعبير، لم يتجرأ أي منبر إعلامي على الخوض في مسألة المحرقة اليهودية أو المقدسات اليهودية في فرنسا، علماً بأن الجالية اليهودية في هذا البلد تكاد لا تذكر مقارنة بالجالية الإسلامية.

وفي هذه الأثناء تحاول وسائل إعلامية غربية طرح المسألة للنقاش وسبر آراء القراء والمشاهدين حول ما إن كان يتعين نشر الصور المسيئة أم لا، ويبدو أن المجلة تصطاد في المياه العكرة وتحرض على كراهية الإسلام ورموزه.

تويتر