70 ٪ ممن تزيد أعمارهم على 20 عاماً مدمنون

تدخين الأطفال في إندونيسيا يدقّ ناقوس الخطر

أردي زيزال ابن العامين كان يدخن 40 سيجارة في اليوم قبل أن يتم علاجه من الإدمان. أرشيفية

تنتشر ظاهرة تدخين الأطفال في إندونيسيا على نطاق واسع، فقد تقلصت سن التدخين في هذه البلاد من سن 19 عاما قبل عقد من الزمان إلى سبع سنوات في الوقت الراهن، ويصل سن التدخين في بعض الأحيان إلى عامين، فليست هناك سن أدنى للتدخين أو السماح بشراء السجائر، ولعل الكثيرين من مرتادي الشبكة العنكبوتية شاهدوا ذلك الفيلم على موقع «يوتيوب»، الذي يصور الصبي أردي زيزال، ابن العامين الذي يدخن 40 سيجارة في اليوم قبل أن يتم علاجه من الإدمان. ويعد الاندونيسيون من اكثر شعوب الأرض تدخينا حيث يدمن التدخين 70٪، ممن تبلغ أعمارهم 20 عاما أو يزيد.

ويتحدث الصبي فيسان ابن الـ،14 إلى الصحافيين عن أسباب شرائه سيجارته الرابعة ذلك اليوم قائلا «عندما أتعرض لمشكلة ويستعصى عليّ حلها، فإنني ألجأ إلى التدخين، لدي الكثير من المشكلات في المدرسة، لهذا ألجأ إلى التدخين لأسترخي وأنسى».

الأسبوع الماضي.. اختطف الصبي الإندونيسي، الهام، الأضواء وشغل حيزا كبيرا في الصحف اليومية، هذا الصبي يدخن علبتين من السجائر في اليوم ويتملكه الغضب والاهتياج إذا لم يحصل على مبتغاه من السجائر.

ويعيش نصف الإندونيسيين على أقل من 1.2 جنيه إسترليني في اليوم، إلا أن السجائر تستحوذ على المرتبة الثانية في الإنفاق المنزلي بعد الطعام. يقول الموظف اندري كونتارو إن التدخين «يعد فرضا من الفروض هنا»، ويضيف «إذا لم تكن مدمنا على التدخين فلست إندونيسياً».

ووفقا للهيئة الوطنية لحماية الأطفال، فإن 2٪ من أطفال إندونيسيا يبدؤون التدخين في سن الرابعة، وتقول منظمة الصحة العالمية إن هذه الممارسة ازدادت بنسبة 600٪، خلال الـ40 عاما الماضية في هذه الدولة التي يبلغ تعداد سكانها 240 مليون نسمة، على الرغم من الضرائب العالية المفروضة على التبغ، إذ تكلف علبة السجائر التي تحتوي على 20 سيجارة ما قيمته 75 بنسا من العملة الاندونيسية (الروبية)، وتبيع الحوانيت السيجارة الواحدة بما قيمته سبعة بنسات.

وكثيرا ما هاجم نشطاء مناهضة التدخين لوائح وقوانين الصناعة الإندونيسية الضعيفة، وفشل البلاد في المصادقة على الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية الخاصة بالرقابة على التبغ.

يقول المسؤول في الهيئة الوطنية لحماية الأطفال، اريست ميردكا سيريت، «كثيرا ما يتم تنبيه الحكومة الإندونيسية وتذكيرها بخطورة وضع هؤلاء المدخنين الصغار وبأن الإدمان على التدخين قد وصل إلى مراحل متقدمة جدا ويتطلب المزيد من المعالجة». وتحاول الهيئة مقاضاة منتجي السجائر ومنعهم من تسويق منتجاتهم في إندونيسيا، وتدعو لمنع جميع أنواع الإعلان عن السجائر، وتطالب هؤلاء المنتجين بتحمل كلفة علاج المدمنين.

ووفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية فان التدخين يتسبب في وفاة نحو 425 ألف إندونيسي في العام، ويشكل التدخين تقريبا 25٪ من الأسباب المفضية إلى الوفاة في البلاد. وتعكس إعلانات السجائر صورا ايجابية عن التدخين، إذ إن بعضها يصور مواطنين من الطبقة الوسطى الإندونيسية تظهر على وجوههم البسمة والارتياح من تدخين السجائر.

ووجد الكثير من المعلنين الكبار نافذة جديدة لهم في الـ«يوتيوب»، للإعلان عن منتجاتهم، من بينها أسماء كبيرة في عالم هذه الصناعة مثل شركة سامبورنا وحملتها المعروفة بـ«امض إلى الأمام»، والتي تستهدف السوق الإندونيسية، وتعد سامبورنا أكبر الشركات المحلية إنتاجا للسجائر.

وتعمل مثل هذه الشركات على رعاية أنشطة الترفيه عن الشباب، كما أنها توظف آلاف الإندونيسيين في شتى أنحاء البلاد، وتعد أحد مصادر الدخل الحكومي، إذ إنها تدر 4.4 مليارات جنيه إسترليني في العام.

عادة التدخين في إندونيسيا تنحصر عند الذكور دون الإناث بسبب العادات الاجتماعية، إذ يشكل عدد المدخنات الإندونيسيات 5٪ فقط من مجموع المدخنين، مقارنة بما يصل إلى 20٪ في بريطانيا.

 

تويتر