المرصد

عودة الإمبراطور ماردوخ

على الرغم من مرور قرابة العام على التفاعلات والذيول المستمرة لفضيحة التنصت الهاتفي التي قام بها موظفه ومحرروه ضد عدد كبير من البريطانيين، بينهم مسؤولون، إلا أن قطب الاعلام اليهودي الأميركي، الاسترالي الأصل، روبرت ماردوخ لا يكف عن الظهور بشيء اعلامي جديد، مهما كان حجمه، في اطار محاولاته المحمومة واليائسة لاحتواء آثار تلك الفضيحة التي اثارت عليه غضب الرأي العام البريطاني وكثير من الاميركيين.

فقد أطل الرجل، الذي يصفه كثير من البريطانيين بالكريه، علينا أخيراً في صورة وهو يلوح بكثير من الزهو بالنسخة الاولى من صحيفة «صن اون صنداي»، احدث مولود اعلامي جديد في امبراطوريته الاعلامية، وهي منبثقة عن صحيفة «ذا صن» التابلويد الشعبية.

ويتساءل خبراء الاعلام والعاملون فيه عما يعنيه هذا الامر بالنسبة لماردوخ، في وقت ينشط فيه موظفو هيئاته القانونية من محامين وخبراء في القوانين والتعويضات في جهود محمومة، للتوصل الى تسويات مالية ودية مع العديد من المسؤولين من ضحايا فضيحة التنصت الهاتفي التي ادت الى تداعيات كثيرة، منها اغلاق صحيفة «نيوز اف ذا وورلد». ومن بين المتضررين من الفضيحة، وتم التوصل الى تفاهمات معهم بشأن تسويات مالية معقولة اليستير كامبل، مستشار رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير لشؤون الاتصالات، وشيري زوجة بلير، والمغنية البريطانية تشارلوت تشيرتش التي لم تخفِ امتعاضها الشديد من ماردوخ وما فعله موظفوه معها. وقالت إن «ماردوخ ومجموعته لم يشعروا حتى الآن بالاسف والندم الحقيقي لما قاموا به من تنصت، وانما يشعرون بالاسف لانه تم ضبطهم وادانتهم، وهذا فيه كثير من الانتهازية التي تمنع الناس من التعاطف معهم».

ونقل مقربون من شيري بلير عنها القول إن اضراراً لحقت بها نتيجة التنصت الهاتفي عليها، وان كثيراً من اسرارها وتفاصيل حياتها اليومية والشخصية قد تسربت ووصلت الى العامة بصورة غير لائقة نتيجة لذلك. واضاف هؤلاء أن العلاقة الوثيقة التي كانت تربط بين توني بلير والملياردير الثمانيني ماردوخ واسرته، لن تمنع شيري من مقاضاتهم وملاحقتهم وانتزاع تعويضات مالية منهم.

وقال خبراء إعلاميون، منهم اندرو نيل، إن ماردوخ لا يتردد في التضحية بالصحافيين والمحررين في مجموعته في سبيل حماية مصالحه في أميركا، والظهور فيها بوضع افضل مما هو في بريطانيا، إذ قال للعاملين في صحيفة «صن اون صنداي»، الجديدة في رسالة داخلية بالبريد الإلكتروني: «واجبنا أن نحقق توسعاً في واحدة من أكثر الصحف انتشاراً في العالم، والوصول إلى عدد أكبر من القراء. وان تقديم صحيفة ناجحة هو أبلغ رد على منتقدينا».

تويتر