توقيف أميركي أبيض لاعتنائه بحفيدته السمراء

الجد والحفيدة في إحدى النزهات. أرشيفية

لم يكن سكوت هنسون يعلم أن لون بشرته سيتسبب له في مشكلات مع الشرطة، رغم أنه لم يرتكب مخالفة أو جريمة، فقد تعرض الرجل الأميركي الأبيض لمضايقة رجال الأمن والتوقيف مرات عدة، عندما كان بصحبة حفيدته السمراء، ونظرا لاختلاف لونيهما اعتقد رجال الشرطة أن الفتاة البالغة خمس سنوات تتعرض للخطف.

ويقول هنسون، الذي عمل في التحليل السياسي والصحافة، إنه يضطر إلى العناية بحفيدته، لأن ابنته مشغولة دائما خارج المنزل، وقد أثار مشهد الرجل مع حفيدته شكوك الشرطة، لأن المجتمع في ولاية تكساس لم يعتد رؤية رجل أبيض يعتني بطفلة سوداء، وتعرض هنسون للتوقيف والاستجواب العنيف، ثلاث مرات، من قبل شرطة مدينة أوستن، ليس لشيء إلا لأنه رجل أبيض برفقة طفلة سوداء.

وكتب الجد على مدونته بموقع «تويتر» الاجتماعي، إنه تعرض لمضايقة بسبب «رعاية طفلة سوداء وأنا أبيض»، مشيرا إلى أن شرطة تكساس تصرفت بعنصرية، وهي تشك في كل شيء غير معتاد، حسب تعبيره.

وكان هنسون ضحية بلاغ كاذب، الأسبوع الماضي، إذ تلقت شرطة أوستن مكالمة من مجهول، تقول إن رجلا أبيض اختطف طفلة سوداء، وما إن عثرت عليه دورية الشرطة حتى ألقت عليه القبض وكبلت يديه، ثم أخذ أحد الضباط الطفلة (المرعوبة) من جدها، ظنا منه أنه ينقذها من الخاطف المزعوم.

يذكر أن الرجل غير المحظوظ تلقى معاملة سيئة، عندما كانت أجهزة الأمن تقوم بحملة ضد مشتبه فيهم بالمدينة، في نوفمبر ،2008 فقد تم توقيفه بعنف عندما كان عائدا من الحديقة، ولم يتمكن الجد، في أي من المرات التي تم توقيفه خلالها، من توضح الموقف للشرطة، لأنه تعرض للشتم بسبب وجوده مع طفلة مختلفة اللون. ويقول إن الأمر شكل صدمة لحفيدته التي لا تدرك سبب سلوك الشرطة. ويذكر هنسون أنه وحفيدته استقطبا اهتمام دوريات الشرطة، الجمعة الماضية، عندما كانا في طريقهما إلى المنزل بعد نزهة بالمدينة، ثم اعترضت عشرات السيارات طريقهما، ليتم توقيفه. وبعد التأكد من هويته، تركته الشرطة، من دون تقديم اعتذار. وكتب الصحافي قائلا «أريد أن تعتبر (حفيدتي) الشرطة جهة يمكن الثقة بها، عوضاً أن تكون مصدرا للتهديدات الموجهة إليها وإلى عائلتها».

وتابع «لكن من المحتمل أنني أعيش في المكان الخطأ». وانتقد الاتجاه العام السائد عن الشرطة، بعد سنوات طويلة من نهاية التفرقة العنصرية. جدير بالذكر أن الزواج المختلط (بين البيض والسود) تزايد في العقود الأخيرة، ليبلغ نسبة عالية، مقارنة مع عدد الزيجات في الولايات المتحدة.

تويتر