عصابة تتاجر في الأعضاء البشرية أمام محكمة «اتحاد - أوروبية»

يوسف سونميز طبيب زراعة الأعضاء. أرشيفية

شهد مواطن بيلاروسي أمام محكمة اتحاد اوروبية خاصة بأنه باع كليته لاحدى العصابات التي تتاجر في الاعضاء البشرية في كوسوفو. ويعتبر هذا الرجل، والذي توفر له هذه المحكمة الحماية، الضحية الاولى ضمن عدد من الضحايا في قضية تلقي بظلال قاتمة على الوضع في هذه الدولة البلقانية الجديدة. واخبر هذا الرجل المحكمة انه سافر الى كوسوفو لبيع كليته في مركز طبي يطلق عليه «ميديكس»، في ضواحي العاصمة برشتينا، الا انه لم يتلقَ سوى نصف المبلغ الذي كان موعودا به ثمنا لكليته.

وبدأ سير المحكمة، الاسبوع الماضي، في الوقت الذي اطلق فيه الاتحاد الاوروبي تحقيقا مستقلا في مزاعم بان قادة جيش تحرير كوسوفو الذي يقوده هاشم تقي والذي يحتل الان منصب رئيس الوزراء، كان قد تاجر بقدر كبير من كلى السجناء الصرب خلال وبعد فترة الحرب بين 1998 - 1999 والتي ادت في النهاية الى استقلال كوسوفو. ويقول تقرير أعده المجلس الاوروبي العام الماضي، ان بعض «الشخصيات البارزة»،ومن البان كوسوفو وشخصيات دولية اخرى متورطة في المتاجرة في الأعضاء البشرية اواخر تسعينات القرن الماضي، في ما اطلق عليه قضية مركز «ميديكس».

وشكل الاتحاد الاوروبي في الحال فريقاً للتأكد من هذه المزاعم يقوده مبعوث جرائم الحرب السابق، جون كلينت وليامسون، والذي من المتوقع ان يزور البانيا قريبا. واكد المتهمون الكوسوفيون السبعة في قضية «ميديكس»، انهم غير مذنبين بالتهم المنسوبة اليهم والتي تتمثل في تجارة الاعضاء البشرية، واساءة استغلال المنصب، وممارسة نشاط طبي غير مشروع. ومن بين هؤلاء المتهمين، استاذ الطب بجامعة برشتينا، د. لطفي درويشي، وهو الذي اسس المركز الطبي، والسكرتير الدائم في وزارة الصحة، لير ليكاج الذي اصدر الترخيص.

من ناحية اخرى، تلقى طبيب زراعة الاعضاء، يوسف سونميز والملقب بـ«فراكشتاين التركي»، حكما في تركيا لممارسته 11 عملية غير شرعية على الاقل بمركز ميديكس، كما يخضع وسيط العصابة الاسرائيلي موشي هاريل للمحاكمة الغيابية امام المحاكم التركية ايضا.

ويطالب المدعون العامون في تركيا بعقوبة قدرها 171 عاما سجناً لكل من د. سونميز وهاريل، اضافة الى اثنين من المواطنين الاتراك.

وبدأت قضية «ميديكس»، عام 2008 عندما انهار احد الشباب الاتراك في مطار برشتينا، والذي اخبر في ما بعد شرطة الامم المتحدة بانه باع احدى كليتيه لمركز ميديكس. ووصلت الشرطة الى مباني ميديكس القريبة من المطار لتجد مواطناً كندياً - اسرائيلياً خضع للتو لزراعة الكلية المستخرجة من الشاب التركي.

ويقول المدعون العامون إن اكثر من 30 فقيراً في تركيا وفي كتلة الاتحاد السوفييتي السابق باعوا كلاهم الى هذه العصابة، ويحصل هؤلاء على وعد بتلقيهم 20 الفاً ثمناً لكل كلية، الا ان العصابة سرعان ما تخفض هذا المبلغ بمجرد ازالة الكلية من جسد البائع.

 

تويتر