إنترفيـــو

المفكّر سمير أمين: أميركا تدعم نظام صالح وتسعى لتحويل ليبيا إلى عراق

سمير أمين.

قال عالم الاقتصاد والباحث المصري سمير امين، انه لن يظل اي شيء في العالم العربي كما كان عليه الحال قبل الثورات العربية، واكد امين في حوار لموقع «مستر زاين»، ان حركات الاحتجاج العربية ستمثل تحديا للنظام الاجتماعي الداخلي للدول العربية ومكانتها الاقليمية والدولية. تاليا مقتبسات من الحوار.

كيف ترى ما يحدث في العالم العربي بعد 6 أشهر من سقوط ابن علي في تونس وحسني مبارك في مصر؟

لن يبقى اي شيء على ما كان عليه من قبل، لان هذه الانتفاضات لا تتعلق بالإطاحة بالحكام المستبدين فحسب، وانما هي حركة احتجاج مستمرة تتحدى النظام الاجتماعي الداخلي والدولي ومكانة الدول العربية في العالم، وهي تصبوا الى وضع حد لهيمنة الدول العظمى على الصغيرة.

قلت إن الحركة مستمرة، ولكن اذا اخذنا مصر على سبيل المثال، أليس هناك خطر على ان الثورة يمكن ان تصبح رهينة القوى المحافظة؟

بالتأكيد هناك العديد من المخاطر، بما فيها، وعلى المدى القصير، سيطرة القوى الرجعية. وهذه بالمناسبة خطة اميركية، ومدعومة من اوروبا على الاقل بالنسبة لمصر حاليا. وهي ترسخ لحلف بين الرجعية المصرية والاخوان المسلمين ولكن هل سينجح هذا الحلف؟ يمكن ان ينجح على المدى المتوسط ولكن لن يقدم اي حل لمشكلات الشعب المصري. ولذلك فان الاحتجاجات ستستمر وتتصاعد.

ألا تخشى من اندلاع حرب طائفية في سورية؟

هناك خطر لذلك. ومن المعروف ان دفع الدول في الشرق الاوسط نحو الانهيار هي خطة اميركية واسرائيلية. ولكن ذلك لن يكون امرا سهلا نظرا الى ان الشعور الوطني عامل قوي في سورية، وهو موجود لدى جميع الحركات المعارضة للنظام، على الرغم من انها مختلفة مع بعضها البعض.

ما رأيك باليمن الان، الحليف الاميركي؟

الولايات المتحدة تدعم النظام اليمني بقوة ويرجع ذلك الى الخوف من الشعب اليمني، خصوصاً في الجنوب، الذي كان فيه نظام تقدمي في السابق. ولذلك فإن الولايات المتحدة تخشى انقسام اليمن وتشكل دولة تقدمية في الجنوب. ولهذا السبب فان النظام اليمني وبالتوافق مع الولايات المتحدة يسمح للقاعدة باحتلال مدن عدة في الجنوب، بهدف بث الرعب في قلوب الجنوبيين.

بالنسبة للوضع في ليبيا، أين تقع مخاطر الانهيار؟

الوضع كارثي في ليبيا، ويختلف عما هي الحال في تونس ومصر. وفي حقيقة الامر فان كلا الطرفين في ليبيا ليسا بأفضل من بعضهما البعض، اذ ان المجلس الانتقالي يعج بالقوى الرجعية. واما بالنسبة للولايات المتحدة فان ما تسعى اليه ليس النفط، لانهم يحصلون عليه بطبيعة الحال، وانما هدفها هو انشاء قيادة عسكرية اميركية لقارة افريقيا، وتوجد هذه القيادة حاليا في شتوتغارت بألمانيا، لان الدول الافريقية رفضت انشاءها على اراضيها. واما بالنسبة لمخاطر انقسام ليبيا الى اكثر من دولة فان الولايات المتحدة ترغب بتطبيق السيناريو العراقي في ليبيا.

تويتر