فحوص تؤكد بعد 37 عاماً « انتحار » سلفادور الليندي
الليندي وعد أنصاره بأن أعداءه لن يتمكنوا من أسره حياً. أ.ف.ب
أكدت فحوص قام بها فريق من المختصين أن الرئيس التشيلي السابق سلفادور الليندي، وهو اول رئيس يساري يتم انتخابه ديمقراطيا في اميركا اللاتينية والعالم ربما، انتحر قبل 37 عاماً، ولم يقتل حسبما ما هو معروف، من قبل متطرفين يمينيين.
وخلص فريق من أخصائيي الطب الشرعي في العاصمة سانتياغو، الذين يقومون بفحص الجثة منذ شهرين، الى انه توفي نتيجة إصابات ناجمة عن توجيهه بندقية روسية الى نفسه. ولم يجد اعضاء الفريق أي دليل يؤكد وجود طرف ثالث في عملية قتل الرئيس الليندي.
ورحبت عائلة الليندي بالتقرير الذي صدر عن فريق الاخصائيين، بعد أن كانت تصر دائماً على ان الرئيس انتحر بعد ان شاهد الجنود يدخلون الى القصر الجمهوري إثر انقلاب دعمته الولايات المتحدة في 11 سبتمبر .1973 وقالت ابنة الرئيس ايزابيل الليندي، وهي عضو في الكونغرس التشيلي، للصحافيين «هذا التقرير ينسجم مع ما اعتدنا قوله، عندما واجه ظروفاً قاسية للغاية قرر الانتحار بدل ان يتعرض للمهانة».
وذكرت التقارير ان الرئيس الليندي الذي كان مناوئاً للولايات المتحدة ومؤيداً لكوبا والاتحاد السوفييتي، كان قد وعد انصاره بأن الاعداء لن يتمكنوا من اسره حياً، حتى بعد تعرض القصر الجمهوري للقصف الجوي واشتعال النار فيه.
لكن منذ سنوات عدة كان انصار نظرية المؤامرة اليساريون، بمن فيهم صديق الليندي القديم الرئيس الكوبي فيدل كاسترو، يصرون على انه قتل من قبل منفذي الانقلاب المتعطشين للدماء. وقالوا إن جثته التي لم تعرض على عائلته كانت مصابة بطلقات رصاص، وان التشريح الرسمي الذي جرى في ليلة الانقلاب تم التلاعب به.
ومما زاد الغموض المحيط بموت الليندي الحقيقة التي مفادها أنه لم يتم العثور على السلاح الذي كان يملكه الرئيس، وهو هدية من كاسترو، ولا الرصاصتين اللتين اخترقتا جسده. ولم تنفذ الادارة الجديدة للبلاد اي تحقيق جنائي، وظلت أسرة الليندي ترفض سنوات عدة إجراء تشريح آخر.
لكن في مايو الماضي قام فريق من خبراء الطب الشرعي - حصلوا على تخويل من عائلة الليندي - بإعادة فحص جثة الرئيس السابق. وكانوا عاجزين عن العثور على دليل يؤكد ادعاءات القتل على أيدي الانقلابيين، وقالوا إن إصاباته تنسجم مع الرأي الذي يقول انه انتحر، إذ انها نجمت عن بندقية كانت موضوعة بين قدميه. وقال الخبير السابق من سكوتلانديارد في الطب الشرعي ديفيد بريور، الذي عمل مستشاراً في القضية «كانت هناك رصاصتان اطلقتا على المشهد وشظيتان، وتم استخراج شظيتين، ورصاصة واحدة، وكانت البندقية الروسية في وضع الاطلاق الاوتوماتيكي، وكانت هناك اصابة للجمجمة برصاصتين». وجاء التقرير المؤلف من 20 صفحة عن وفاة الليندي بتكليف من قاضٍ يحقق في مئات من عمليات القتل وانتهاكات حقوق الانسان الاخرى التي ارتكبها الجنرال اوغستو بينوشيت، الذي سيطرت دكتاتوريته العسكرية على تشيلي عام .1973 ويواجه بينوشيت، الذي استولى على السلطة بدعم واضح من الولايات المتحدة، والسيدة مارغريت تاتشر رئيسة حكومة بريطانيا، تهمة قتل واختفاء اكثر من 3000 شخص من خصومه السياسيين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news