حلاقون يعملون طوال الليل لإزالة شعر 40 مليون زائر ديني
معابد الهندوس تصدّر شعراً مستعاراً بـ 200 مليون دولار
هناك طلب غربي كبير ومتزايد على خصلات الشعر البشري الهندي. أ.ف.ب
تجاهد الهند للوفاء بالطلب المتزايد على الشعر البشري في العالم الغربي والولايات المتحدة، إذ تفضل الشهيرات من النساء والجميلات وصلات الشعر المصنوعة من الشعر البشري الهندي. وتعتبر الهند اكبر مصدري الشعر البشري إذ تدر هذه الصناعة على البلاد اكثر من 200 مليون دولار في العام. ويتم جمع معظم الشعر من المعابد الهندوسية، وهو المكان الذي تحلق فيه نساء الهندوس شعرهن قرباناً لما يعتقدنه إلها لطائفتهن.
ففي الضريح القديم الكائن في منطقة تريوباتي في ولاية اندرا براديش الجنوبية يعمل حلاقو المعبد من الفجر الى وقت متأخر من الليل لحلاقة شعر نحو 40 مليون زائر ديني الضريح كل عام، لنيل البركة من احد آلهة الهندوس-حسب اعتقاداتهم- الذي يطلقون عليه اسم فينكاتيسوارا.
|
الشعر المستعار منذ 2006 استوردت الولايات المتحدة شعراً بشرياً تزيد قيمته على ملياري دولار، من ضمنها منتجات مماثلة مثل اللحى والرموش والحواجب المستعارة. الشعر الآدمي الأكثر كلفة هو شعر المغني الأميركي الراحل، الفيس بريسلي، إذ باع حلاقه الخاص، هومر جليلاند خصلاً منه عام 2002 بمبلغ 115 الف دولار. يحتفظ المتحف البريطاني بأقدم خصلة شعر سليمة في العالم ويبلغ عمرها اكثر من 3000 عام، اكتشفت في معبد فرعوني في طيبة. |
وتزايدت اسعار هذه السلعة بفضل الطلب المتزايد على الشعر في ما وراء البحار مقترنة بتقلص الكميات المنتجة منها بسبب التغير الاجتماعي في الهند، إذ اصبحت النساء الشابات من طائفة الهندوس لا يكترثن كثيراً بالعبادات التقليدية. ويقول مدير التسويق في شركة دارميكس لتصدير الشعر الهندي في اندرا براديش، غرندار بانجا «وصل سعر الكيلوغرام من الشعر الهندي الآن إلى ما بين 250 و270 دولاراً بسعر الجملة بعد ان كان بين 15 و20 دولاراً قبل سنوات قليلة».
وفي الولايات المتحدة الأميركية تسببت ندرة الشعر الهندي عالي الجودة وارتفاع اسعاره، الذي يطلقون عليه اسم ريمي، في بعض حوادث السرقات من محال الحلاقة. ففي مارس الماضي تعرض صاحب متجر شعر هندي للقتل بعد أن سرق لصوص من متجره 80 عبوة من الشعر تبلغ قيمتها 10 آلاف دولار.
وفي الوقت الذي تتزايد فيه طلبات الشعر من قبل شهيرات النساء والمغنيات العالميات، فإن نساء هنديات مخلصات في ايمانهن مثل - جينكاي كرشينان البالغة من العمر 43 عاماً يصبحن عماداً لهذه الصناعة، فقبل شهرين سافرت هذه المرأة الى تريوباتي، لتحلق شعرها وفاء لنذر نذرته للإله، بعد ان شفيت ابنتها من مرض اليرقان، والحمى التي اصابتها. تقول «كان الاطباء على وشك ان يفقدوا الأمل في شفاء ابنتي عندما نذرت أن أحلق شعر رأسي في تريوباتي اذا شفيت ابنتي من مرضها»، وتضيف «اعلم بأن الناس لم يعودوا يكترثون لمثل هذه العبادات»، وتقول إن عائلتها حاولت مراراً وتكراراً ثنيها عن الايفاء بنذرها ذاك «لكنني نذرت نذراً لإلهي وينبغي أن افي به».
أحد مصففي الشعر المشهورين في دلهي يوافق على أن العبادة المتعلقة بحلاقة الشعر لم يعد لها رواج هذه الأيام «هذه الأيام لم يعد الشباب يؤمن بالعادات والتقاليد القديمة».
وفي صالونات تصفيف الشعر في لندن ونيويورك يفضل الزبائن الشعر الهندي عن غيره من الأصناف المشابهة، نظراً لمرونته ونعومته ولسهولة وصله بشعر النساء البيض والإفريقيات والآسيويات، ولا يضاهي الشعر الهندي في الجودة سوى الشعر الروسي إلا ان امداداته قليلة للغاية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news