إنترفيو

مؤسس بنك الفقراء: الاحتياج الاقتصادي وليس الإرهاب هو ما يهدد العالم

محمد يونس. أرشيفية

قال الفائز بجائزة نوبل للسلام، مؤسس بنك الفقراء، د محمد يونس، في حوار مع مجلة «ديرشبيغل» الألمانية، إن أعداد الفقراء عالمياً في تزايد رغم الجهود الأممية لاستئصال العوز أو تحجيمه بسبب الحرب، واعتبر أن الخطر الحقيقي على العالم هو الظروف الاقتصادية البائسة، وليس الإرهاب، موكداً أن الأخير قد يكون نتيجة للأول، وتالياً مقتطفات من الحوار.

أخفق هدف الأمم المتحدة لتقليص الفقر إلى النصف بحلول عام ،2015 بعد أن ارتفع عدد الجوعى في العالم من 840 إلى 854 مليون شخص. لماذا؟

أعتقد أن الأمم المتحدة انجزت بشكل كبير من خلال حشدها تأييد العالم لتحقيق هذا الهدف خلال قمة الألفية عام ،2000 وخلال سنوات قليلة قبل هذه القمة بدأنا نلاحظ ان كل الجهود الرامية لمعالجة مشكلة الفقر في العالم قد فشلت، فلسوء الحظ اصبح العالم، بعد هذا التاريخ، في فوضى بسبب الارهاب وحربي العراق وأفغانستان، وأضرت سياسات الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بجوانب العملية كافة، وبدلاً من التركيز في الحرب على الفقر اصبحت أنظار العالم مهتمة بنوع آخر من الحروب.

يطالب خبراء التنمية والمنظمات غير الحكومية بإلغاء ديون الدول الفقيرة. هل تؤيد هذه المطالب؟

لا، إنني أتحدث باسم الفقراء، نريد أن نساعد افقر الفئات في العالم الذين لا يستطيعون تسديد ديونهم بالعملة الصعبة، ولهذا فإننا نريد من المجتمع ان يوفر التمويل، بحيث يستطيع المقترض الفقير ان يدفع ديونه بعملته الخاصة به وفي الوقت الذي يستطيع فيه ذلك، إننا نريد أن نمنح الفقراء الإحساس بأن هذه اموالهم التي يستخدمونها عند الحاجة، أما اذا تم إلغاء جميع الديون، فإن الأموال المعفاة قد يتم استخدامها لأي غرض آخر، مثل شراء الأسلحة والسلع البذخية ولن يستفيد منها الفقراء.

لماذا 97٪ من المقترضين لديكم في بنك الفقراء من النساء؟

لقد قضينا شهوراً وسنوات طويلة للتفاوض مع النساء ولإقناعهن بأنه يمكنهن استخدام الأموال تماماً كما يستخدمها الرجال بل أفضل منهم، وبعد ست سنوات وصلنا الى معدل «50:50» للرجال والنساء، ثم لاحظنا أن العائلات التي تنتمي اليها المقترضات تتمتع بفوائد كبيرة، ولهذا السبب غيرنا سياستنا وأصبح تركيزنا أكبر على النساء.

ما الذي يُشكل تهديداً كبيراً للعالم، الفقر أم الإرهاب؟

الفقر، الأطفال الذين يدرسون في المدارس الدينية او مدارس القرآن ينتمون لعائلات مدقعة الفقر، الآباء يرسلون ابناءهم لتلك المدارس لإطعامهم ورعايتهم وتعلميهم تعليماً روحياً وتوجيههم، كل ذلك من دون مقابل، ويعتقد الآباء انهم ينالون اجراً من الله عندما يرسلون اولادهم لتلك المدارس، وهذا هو السبب الذي يجعل التطرف الديني يترعرع وسط الفقر. هذه المشكلة لا يمكن حلها بالوسائل العسكرية، ولكن من خلال العدالة الدولية والمساواة.

 

تويتر