تجارة الأم البديلة تدر عليهن 2.3 مليار دولار بحلول عام 2012
الفقر يدفـع آلاف الهنديات إلى تأجير أرحامهن
المشرعون الهنود تقدموا ببعض الاقتراحات للحد من ظاهرة تأجير الأرحام. أ.ف.ب
هناك أكثر من سبب يجعل شبنم نور محمد شيخ تحمل في أحشائها طفلاً لامرأة أخرى، وهو ما يسمى اصطلاحاً «الأم البديلة»، أو بالأحرى «تأجير الرحم» ويعود السبب في ذلك الى الفقر الذي تعيشه هذه المرأة وحاجتها الى المال لإطعام أسرتها الفقيرة. في المرة الأولى التي عملت فيها شبنم كام بديلة تمكنت بما حصلت عليه من أموال ان تنتقل من منزل مشترك في الأحياء الفقيرة الى شقة صغيرة في المدينة، أما ما ستحصل عليه من تأجيرها لرحمها هذه المرة فسيذهب لشراء الزي الرسمي والكتب والحقائب المدرسية وربما لتغطية مصروفات الجامعة لبناتها الثلاث.
بشبا بانديا (33 عاماً) تركت ايضا الاحياء الفقيرة لتقتني شقة صغيرة من الاموال التي حصلت عليها من تأجيرها رحمها مرتين متتاليتين. لها أيضا ابنة تتطلع للمستقبل، وتقول «التعليم اصبح مكلفاً جداً»، وهي تخطط لتكون أماً بديلة للمرة الثالثة ولكن لمصلحة «أجانب أثرياء جداً».
منذ ان تم تقنين هذه الممارسة عام 2002 أصبحت الهند مركزا دوليا للأزواج الاجانب الذين لا يستطيعون الانجاب الباحثين عن أمهات بديلات، إذ ان اسعار الامهات البديلات في الهند يبلغ ربع أسعار أمثالهن في اوروبا والولايات المتحدة.
ويتوقع اتحاد الصناعات الهندية أن يدر هذا النشاط ما يصل الى 2.3 مليار دولار في العام بحلول ،2012 ويصفه تقرير صادر من مجلس القانون الهندي بأنه «جرة مليئة بالذهب». وتخطط الهند لاستصدار تشريع لجلب بعض النظام الى هذا القطاع المزدهر. أحد المقترحات القانونية يرى أن يكون لدى الزوجين الباحثين عن أم بديلة ما يثبت أن الطفل الذي ستحمله الأم البديلة سيحصل عند ولادته على شهادة من موطنه الأصلي وذلك تفادياً لأي نزاع قانوني قد ينشأ بهذا الشأن.
وتوفر العيادات سكناً جماعياً للأمهات البديلات مع توفير الرعاية الصحية لهن بعيداً عن اسرهن حتى لا يضطررن إلى القيام ببعض الاعمال المنزلية التي قد تؤثر في الحمل او يتعرضن للمضايقات من الأزواج السكيرين. ومثل هذه الرعاية الصحية نادرة جداً في الهند، وخلافا لذلك تقع الام البديلة أو والدا الطفل المنتظر ضحية لجشع واستغلال الوسطاء.
ويقترح مشروع القانون ألا يقل عمر الأم البديلة عن 35 عاماً وألا تحمل أي أجنة لأكثر من خمس مرات بمن في ذلك أطفالهن الطبيعيون، وان يكون التأمين الصحي لهن اجبارياً. ويمنع التشريع ايضا أي اتصال بين الطفل المولود والام البديلة بعد ولادته، وتصل عقوبته الى الغرامة او الحبس لفترة تصل الى سنتين. وتقول بشبا «من الطبيعي ان يتكون لدينا شعور نحو الجنين لأننا نحمله في أحشائنا تسعة أشهر، ولكن يخبروننا من البداية أن نترك مشاعرنا بعيداً»، وتضيف «عندما يأخذون الطفل بعيداً فإننا نشعر بالحزن لأيام، لكننا نشعر أيضا بأننا ساعدنا أحدهم في الحصول على طفل».
هذه المقترحات التي اقترحها المشرعون أثارت جدلاً مستفيضاً في مجتمع لايزال محافظاً في أغلبه حتى، ويرفض الكثيرون فكرة أن تحمل المرأة بطفل من دون معاشرة رجل، والقليل جداً من الامهات البديلات يجدن الدعم والمساندة من أسرهن.
|
تصدير للخارج خلال أسبوع واحد استطاعت نيكي وزوجها بوبي بينز من مدينة اسكس البريطانية السفر الى مدينة جوجارات الهندية للحصول على مولودهما الثاني، أما ابنتهما الاولى ديزي فقد ولدتها ام بديلة قبل عامين. وتقول نيكي «من الصعب الحصول على أم بديلة في بريطانيا، وإن وجدت فهناك الكثير من التأخير». ويقول زوجها بوبي «لقد تعرضنا لتجربة قاسية ايضا هنا في الهند اذ باءت 10 محاولات للحمل بالفشل وكلفنا كل ذلك 80 ألف جنيه استرليني مصروفات طبية». ويقول إنهما يطلقان على ديزي مس انديا الصغيرة، ويقولان إنهما من السيخ لكن الأم البديلة كانت مسلمة ومانحة البيض هندوسية، ولهذا السبب جمعت ديزي كل العناصر البشرية الموجودة في الهند. |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news