انطلاقتهن الأولى كانت تشكيل فريق لحل مشكلات القرية

صعيديات من المنيا يبهرن «كان» بوثائقي يدافع عن المرأة

صورة

أثار فوز مجموعة من فتيات بلدة «البرشا» بمركز ملوي محافظة المنيا في صعيد مصر بجائزة أفضل وثائقي في «مهرجان كان السينمائي الدولي»، ضجة تجاوزت حدودها العالم السينمائي لتصل إلى الحيز السياسي والشعبي، لما ارتبطت به هذه المجموعة من الفتيات من مسيرة استطعن فيها تحدي التنميط السلبي للمرأة في صعيد مصر، وخوض معارك اجتماعية وفنية، كما ارتبط اسم واحدة من هؤلاء الفتيات بمعركة سياسية سعت فيها لدخول البرلمان.

وفازت «فتيات بانوراما البرشا» بجائزة العين الذهبية لأفضل فيلم تسجيلي في مهرجان كان في دورته الـ77 الأسبوع الماضي عن فيلم «رفعت عيني للسما» الذي أخرجه ندى رياض وأيمن الأمير، ويوثّق مسعى المرأة في صعيد مصر من أجل التغيير، حيث يحكي رحلة مجموعة فتيات يقررن تكوين فرقة مسرحية فيصطدمن بالعقبات الاجتماعية التقليدية في المجتمعات العربية التي لا يستوعب أصحابها الإيمان بحق المرأة الإنساني في الحركة والتحقق الذاتي. كما يتناول قضايا مجتمعية مثل تعليم المرأة والختان والعنف ضد المرأة والزواج المبكر.

وبدأت مسيرة «بنات البرشا» التي تم توثيقها في القرية، حيث نمت فكرة تأسيس فرقة مسرحية من البنات (بانوراما برشا) في عقل ابنة القرية تيريزا سمير للتصدي لقضايا المرأة في الصعيد، ثم تلقفت الراية من بعدها شقيقتها بوستينا سمير، وانضمت إليها ست فتيات، وقمْن بتقديم أول عرض لهن بعنوان «محكمة القرية»، فقوبل بعدم الاستحسان من بعض الأهالي، بل وصل الأمر إلى توجيه الإهانات للفرقة الناشئة، لكن الفتيات أصررن على مواصلة مساعيهن، فانطلقت الفرقة بنجاحات متوالية حتى وصلت إلى العالمية، بحسب رواية صحيفة «أخبار اليوم» القاهرية.

واحتفت قرية «دير البرشا» بنبأ فوز «بانوراما البرشا» بالجائزة، بشكل واسع، حيث تصدرت أغلب الصفحات الشخصية والعامة للأهالي على صفحات «فيس بوك» صور «بوستر» الفيلم، وصور بطلاته، المصحوبة بعبارات الفخر والإشادة بهن وبتشريف اسم مصر والصعيد، مع الإعلان عن استعدادات واسعة للاحتفالات لدى العودة، بحسب مصادر صحافية.

وقال رئيس الحزب الديمقراطي الاجتماعي السابق د. محمد أبوالغار، في مقال له بجريدة «المصري اليوم» أعرف بنات البرشا من زمان، وأعرف تيريزا التي أنشأت أول فرقة مسرح عام 2004، وأعرف أختها الصغرى بوستينا، التي حملت المسرح على كتفيها، وطوّرت الفرقة بعد سفر تيريزا للعمل في القاهرة، ثم الهجرة لأميركا.

وأوضح أن فوز الفيلم المصري لبنات البرشا «رفعت عيني للسما» أمر يدعو إلى الفخر، وكشف أبوالغار جانباً سياسياً في حياة صاحبة الفكرة الأولى، وقال إن «تيريزا ترشحت على قائمة الحزب المصري الديمقراطي للبرلمان عام 2011، وأهالي البرشا شجعوها وأعانوها في ذلك الوقت».

وقال الناقد السعودي أحمد العياد لـ«الشرق الأوسط»، إنه شعر خلال متابعة الأحداث بحالة من التّرقب لمصير الفتيات وفرقتهن، بجانب تسليطه الضوء على جوانب مختلفة من حياتهن في الصعيد، حيث إن القضايا التي طرحها الفيلم تترك مساحة للمتلقي للتفكير في اختيارات الفتيات وقدرتهن على مواجهة ظروف صعبة، وهو أمر يشترك فيه عشّاق الفن ليس في صعيد مصر وحدها وإنما في مناطق مختلفة بالعالم العربي.

. الفرقة قامت بتقديم أول عرض لها بعنوان «محكمة القرية»، فقوبل بعدم الاستحسان من بعض الأهالي، بل وصل الأمر إلى توجيه الإهانات للفرقة الناشئة.

. تيريزا ترشحت على قائمة الحزب المصري الديمقراطي للبرلمان عام 2011، وأهالي البرشا شجعوها وأعانوها في ذلك الوقت.

تويتر