أسس «المطبخ المركزي العالمي» لمساعدة الناس أثناء الكوارث

خوسيه أندريس.. الطباخ الذي أرسل 200 طن طعام إلى غزة

خوسيه أندريس التزم الحياد أثناء عمله الإنساني. أرشيفية

نجح الطباخ الأميركي من أصل إسباني، صاحب مؤسسة «المطبخ المركزي العالمي»، خوسيه أندريس، في إيصال 200 طن من الأغذية إلى شمال غزة، بالتعاون مع منظمة «أذرع مفتوحة» الإسبانية، في خطوة تمثل تكاملاً مع مساعي الجهود الإغاثية في القطاع، واستمراراً لجهد مؤسسة «المطبخ المركزي» في توصيل الغذاء إلى المحتاجين أثناء الكوارث والأزمات، داخل الولايات المتحدة وخارجها، بحسب «واشنطن بوست» ووسائل إعلام أميركية.

وقالت «واشنطن بوست» إن سفينة أندريس تُعدّ الأولى من سفن الغوث التي أبحرت نحو القطاع، محملة بالأغذية، منذ عام 2005، وأنها سبقت في ذلك الجهود الأممية. وكان أندريس، الذي غادر منزل والديه في إسبانيا منذ 15 عاماً قد استطاع أن يصنع لنفسه اسماً في عالم المطاعم سواء عبر الكتب أو الممارسة العملية، وبعد أن سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية وحصل على الجنسية الأميركية، أسس معهد الطعام العالمي في جامعة جورج واشنطن، ثم أسس ما سمّاه «المطبخ المركزي العالمي» عام 2010، وفي عام 2018 اختارته مجلة «تايم» الأميركية بوصفه أحد أهم الشخصيات المؤثرة في العالم.

كانت خطوة إنجاز «المطبخ المركزي العالمي»، الموجهة جهوده نحو ضحايا الحروب والزلازل والنكبات في العالم، والذي اتخذ شكل المنظمة غير الربحية، هي الأكثر بروزاً في مسيرة أندريس، بحسب « واشنطن بوست»، حيث أسس بموجبها 60 مركزاً فرعياً في العالم، اهتمت بتوصيل الغذاء في أثناء الكوارث إلى مناطق مختلفة من العالم، حيث أرسل المعونة الغذائية إلى الفارين في أوكرانيا أثناء الحرب، والمنكوبين في الزلازل باليابان، وإلى المتضررين من حرائق الغابات في تكساس، كما قدم وجبات عاجلة لضحايا الكوارث المختلفة في الدومنيكان ونيكاراغوا وبيرو وكوبا وأوغندا وبولندا، وإلى مناطق مختلفة أثناء أزمة كورونا (كوفيد-19) وخصوصاً للأطفال أو لكبار السن، وقد أصيب أربعة من طاقم المنظمة في أوكرانيا بنيران المتحاربين، لكنهم أصروا على الاستمرار في عملهم بحسب موقع «سي بي سي نيوز».

وقال أندريس على موقع «المطبخ» شارحاً رسالته إنه «عبر نموذجنا للعمل السريع، وعبر الاستفادة من الموارد المحلية، والتكيّف مع الوقت الفعلي المتاح، نوصل رسالة للناس أن الوجبة المغذية في وقت الأزمة هي أكثر بكثير من مجرد طبق من الطعام، إنها أمل، إنها كرامة، وهي علامة على أن هناك من يهتم بضحايا الكوارث».

التزم أندريس الحياد أثناء عمله الإنساني، إلا أن موقفه لم يخل أحياناً من لمسة سياسية، وطبقاً لما نشرته «واشنطن بوست» في 24 أبريل 2016، تراجع خوسيه عن فكرة إنشاء مطعم في فندق ترامب الدولي بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد المهاجرين المكسيكيين، كما اهتم بشكل عام بقضايا الهجرة، وأزمة الجوع، وسمنة الأطفال.

وفي عام 2021 سلّم مالك «واشنطن بوست» 100 مليون دولار لأندريس عبارة عن جائزة «الشجاعة والمدينة»، كما حصل الطباخ وصاحب المهام الإنسانية الدولية على الدكتوراه الفخرية من جامعة هارفارد، بحسب مصادر صحافية متطابقة. وحول فكرة إرسال الطعام إلى غزة قال أندريس: إنه «سيتم توزيع المساعدات عبر (شبكة المطبخ المركزي العالمي) الموجود في غزة، التي تضم أكثر من 60 مطبخاً ومستودعاً». وقالت قناة «الحرة» الأميركية إن المنظمة (المطبخ المركزي) كشفت بأنها قدمت أكثر من 35 مليون وجبة للنازحين في غزة، وأن لدى فريقها في قبرص 500 طن أخرى جاهزة للتحميل.

تويتر