المخرج محمد كردفاني: الحرب كانت أم البلاءات

السودان يستقبل «وداعاً جوليا» بتظاهرة احتفالية في القاهرة

صورة

استُقبل الفيلم السوداني «وداعاً جوليا» بترحاب بالغ في دور العرض السينمائية بالقاهرة، ووصل دخله بعد عرضه في 20 دار سينما إلى أكثر من مليوني جنيه، لينافس الأفلام المصرية المعروضة في الوقت نفسه، وأرجع بعض المتابعين حالة الزخم الجماهيري التي اقترنت بعرض الفيلم، بالوجود الواسع للسودانيين في مصر بنحو أربعة ملايين سوداني بحسب بعض التقديرات، خصوصاً بعد تزايد هذا الوجود عقب اندلاع الحرب الجارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بينما أرجعها البعض الآخر إلى تناول الفيلم لقضايا السودان وصراعاته، وملامسته لأوضاع ليست بعيدة كثيراً عما يجري اليوم.

ويناقش الفيلم - الذي أخرجه محمد كردفاني وأنتجه أمجد أبوالعلا، وشاركت في بطولته الممثلة إيمان يوسف، وملكة جمال السودان السابقة سيران رياك، والممثل نزار جمعة - قضية الهوية والحرب في السودان، وانفصال الجنوب عن الشمال. ويدور حول مسعى سودانية شمالية إلى التخلص من الإحساس بالذنب بعد تسببها في قتل جنوبي عن طريق تعيين زوجته خادمة لها.

وقال المخرج محمد كردفاني في تصريحات إعلامية، إنه ركز أثناء كتابته لقصة الفيلم على أنه فيلم يتضمن قضية يطرحها للجمهور والمجتمع، وليس مجرد فيلم للمهرجانات والجوائز، فخرج الفيلم بشكل يمكن أن يتفرج عليه أي مشاهد، لكنّ فيه جانباً محلياً سودانياً يتكلم بشكل خاص عن تقسيم السودان. وقال كردفاني: «لست سياسياً، لكن الفيلم يتناول ويلات الحرب التي اعتبرها أم البلاءات، بعد أن اجتاحت كل تفاصيل حياتنا».

وقال المخرج يسري نصرالله على «فيس بوك»: «نجح كردفاني في أن يروي حكاية امرأة وزوجها من الطبقة الوسطى، كان حلمها أن تصبح مغنية، وهو جعلها تتنازل عن حلمها. قصة تبدو عادية وفجأة تجد الشخصيات نفسها وسط جرح وطن بأكمله، السينما في أبسط وأعمق أشكالها».

وقال الناقد طارق الشناوي، إن «وداعاً جوليا» يحكي قصة وطن وجد نفسه مقسوماً إلى جزأين.

وقالت المشاهدة السودانية ندا حافظ: «بالنسبة لي الفيلم هو عبارة عن فهرس تفكيك العنصرية الشمالية ضد الجنوب، وخطوة للنظر في خارطة تحول شخصي وتغيير اجتماعي نحتاجه بالحفر في ذاكرة السودان وذاكرة شعبه، فنحن إلى الآن نخوض حروباً قائمة على الانقسام الإثني والثقافي وتعقيدات قضايا العرق والهوية، ولابد من مساءلة المفاهيم والثقافة والقيم والأعراف، ومعرفة كيفية تغيير الطريقة التي يُنظر بها للعرق ونتعامل مع اختلافاته، وكيف نستمر في العمل كي نخلق التغيير الاجتماعي». وتختتم بقولها: «الفيلم للأسف ليس مفروضاً أن نخرج منه بالفخر والاحتفاء، بل مفروض أن نخرج منه بإحساس تأنيب».

تويتر