دافعت عن حقها في التفكير.. وسُحلت في شوارع الإسكندرية

«هيباتيا».. أيقونة تتجدد ذكراها في يوم المرأة العالمي

صورة

تتجدد كل عام، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، ذكرى المفكرة والفيلسوفة وعالمة الرياضيات هيباتيا، التي دافعت عن حقها في التفكير خلال العصر الروماني، فتم الاعتداء عليها وتجريدها من ملابسها، وسحلها في شوارع الإسكندرية وحرقها، في أواخر القرن الرابع الميلادي، وقد أخذ الاحتفاء بها شكل الكتابة عنها، والاحتفال بها على المستوى المحلي النسائي المصري، حيث تواصل تخليد ذكر الفيلسوفة الشجاعة عالمياً بإنتاج أفلام وأعمال إبداعية متواصلة.

وشهدت مصر عام 2012 تأسيس حركة نسائية شعبية، تحمل اسم الفيلسوفة الإسكندرانية (حركة هيباتيا )، عبر مبادرة أعلنت عنها منسقة الحركة وقتها، فاطمة الشريف، لتعزيز قيم تمكين المرأة، ومواجهة الانتهاكات التي تتعرض لها، بعد واقعة «قص شعر الفتيات»، التي تعرضت لها فتيات من قبل عناصر متشددة في ذلك الوقت، وعملت المبادرة على محاور عدة، مثل الدعم القانوني للمرأة، والدعم النفسي للمعنفات، والتمكين الاقتصادي للنساء، بحسب تصريحات إعلامية للشريف مع انطلاق المبادرة.

وقالت الصحافية المهتمة بالشأن النسوي، مروة البهيلي، إن «اختيار اسم هيباتيا تم لأكثر من تحرك بصيغ مختلفة، عقب ثورة 25 يناير»، والتي شهدت بروزاً واسعاً لدور المرأة، ومثّل هذا نقلاً للتعامل مع سيرة هذه المرأة الشجاعة، من مجال النقاش الفكري، إلى مستوى الحراك السياسي والاجتماعي، وهو تحرك يعد تكريماً حقيقياً لهذه الفيلسوفة، ورد اعتبار لما حدث في حقها من تجاوز.

وأضافت أن «هيباتيا التي ولدت عام 370 ميلادية، وانتمت كعالمة رياضيات، وفيلسوفة، ومفكرة، إلى مكتبة الإسكندرية، ثم سافرت إلى إيطاليا للدراسة، لتعود عميدة للمدرسة الأفلاطونية عام 400 ميلادية، بحسب الموسوعة البيزنطية (سيودا)، تعرضت للاعتداء من متعصبين دينيين، شكلوا ميليشيات مسلحة بالعصي والهراوات، وتعقبوها بعد إحدى ندواتها، ليجردوها من ملابسها، ويجروها في شوارع الإسكندرية، حتى يتسلخ جلدها إلى أن تصير جثة هامدة فيحرقوها».

وتابعت أن «المصادفة وحدها هي التي جعلت ذكرى يوم المرأة العالمي تأتي في شهر مارس، في توقيت استشهادها نفسه، لأن يوم المرأة جاء في الأصل تخليداً لذكرى خروج آلاف النساء في نيويورك في تظاهرات (خبز وورود) عام 1856، احتجاجاً على الظروف السيئة لعمل المرأة، لكن في تقديري أن الاحتفال بذكرى هيباتيا في التوقيت نفسه هو تأكيد للوجه الآخر للمناسبة، لأنه إذا كانت المرأة تعاني اجتماعياً واقتصادياً، فهي أيضاً تعاني على مستوى الاعتراف بحقها في التفكير والتعبير في بعض المجتمعات، ذلك الحق الذي لازالت تنكره جماعات متشددة تحت رايات مختلفة».

الجدير بالذكر أن ذكرى هيباتيا أصبحت في القرن الـ21 موضوعاً لعشرات الأعمال الإبداعية، من بينها رواية المبدع العالمي أمبرتو إيكو (بادلينو)، ورواية تشارلو كرامر (الحركة المقدسة)، ورواية تحمل اسم الفيلسوفة ذاتها ليوسف زيدان، كما أنها كانت موضوعاً للمسلسل التلفزيوني (الأيام الطيبة)، الذي قامت بدورها فيه الممثلة ليزا كودور، والفيلم العالمي الذي أثار ضجيجاً واتهامات متباينة (أجورا)، والذي أخرجه أليخاندرو اميتابار.

• «هيباتيا» انتمت كعالمة رياضيات، وفيلسوفة، ومفكرة، إلى مكتبة الإسكندرية، ودرست في إيطاليا، وعملت عميدة للمدرسة الأفلاطونية عام 400 ميلادية.

تويتر