يجسّدن أمجاد جيل الجدات في العقود الماضية

أشـــــــهر 9 قارئات قرآن كريم في العالم

جدّد ظهور وسائل الإعلام البديل «فيس بوك، ويوتيوب، وبود كاست»، انتشار ظاهرة قارئات القرآن الكريم لدى أجيال جديدة في مختلف أنحاء العالم، وكان جديد الظاهرة النوعي هذه المرة هو انتشارها في مجتمعات غربية، ربما تأكيداً للهوية في هذه المجتمعات. ورصد موقع «الفتاة المسلمة» الأميركي، بحسب تقرير نشره أخيراً، أشهر تسع قارئات يتابعهن الملايين، وكان اللافت امتلاك هؤلاء القارئات لملكات ومواهب أخرى علاوة على التلاوة.

قائمة طويلة

ورصد التقرير، الذي كتبته ديسكا داغماش، أن قائمة القارئات تضم مدينة جاويد، وعتيقة سحيمي، ومريام أمير، وجينفر غروات، ونسيبة محمد تيمول، وفارهاتول فيروزا، ومريم مسعود، وسامية مبارك، وسمية حسن.

تعيش القارئة مدينة جاويد، بحسب التقرير، في غلاسكو باسكتلندا، وهي خريجة كلية قانون، وبدأت قراءتها للقرآن الكريم على موقع يوتيوب، حيث لاقت انتشاراً واسعاً، فواصلت جاويد مسيرتها، وأطلقت حملة في اسكتلندا وأوروبا تحت عنوان «قارئات قرآن كريم».

أما عتيقة سحيمي فهي خطاطة ومعلمة في سنغافورة، تخرجت في جامعة الأزهر الشريف في القاهرة، ودرست على يد الخطاط المغربي بلعيد حمدي، وحصلت على إجازة في خطوط الثلث، والنسخ، والديواني، والرقعة، بالمغرب، وشاركت في مهرجانات الخط العربي في إندونيسيا، وسنغافورة، والشارقة، ومصر.

وتضم القائمة أيضاً فارهاتول فيروزا من ماليزيا، التي لا يتضمن التقرير معلومات كثيرة عنها عدا سرد اهتماماتها بالأزياء، علاوة على موهبتها في التلاوة.

كذلك تضم القائمة مريم مسعود، وهي أميركية بنغالية، تميزت باتقانها التلاوة وظهورها في سن مبكرة جداً، بعد استضافتها في برنامج «ايدي مساعدة» في إحدى القنوات، تحتفظ مسعود بلغتها الأصلية، رغم ولادتها في الولايات المتحدة بعد أن هاجر والداها من بنغلاديش الى هناك منذ زمن طويل، ويعمل والدها مهندساً، أما والدتها التي تعمل كمدرسة فهي ابنة الكاتبة البنغالية المعروفة في بلادها رومينا افاز، وتسافر مسعود أحياناً الى بنغلاديش، حيث تجري حوارات متلفزة لبعض القنوات هناك.

وتضم قائمة القارئات أيضاً سامية مبارك، التي تمتلك قناة على «يوتيوب» يشاهدها مليون متابع، تقدم فيه تلاواتها علاوة على تقديم برنامج تستعرض فيه قراءتها وخبراتها في الحياة.

وهناك أيضاً ضمن الأسماء التي شملتها القائمة، القارئة المغربية التي تعيش في سويسرا مريم أمير، وهي تعمل في موقع «صهيب وب» متعدد الوسائط، السويسري، المعني بتقديم محتوى ديني مهتم بعلوم القرآن الكريم بوجه عام، والقراءات بوجه خاص، حيث يقدمه الموقع عبر منصة «زووم» ووسائط إلكترونية أخرى.

وتضم قائمة القارئات أيضاً، القارئة الأميركية الشهيرة جنيفر غروات، التي انتشرت بشكل واسع في العالمين العربي والإسلامي بعد استضافة فضائيات عدة لها. ولدت غروات في ميسا بولاية أريزونا، واحترفت الموسيقى والغناء في توقيت مبكر، واتجهت لدراسة الموسيقى العربية، ثم الأمازيغية، بعد زيارتها للمغرب، وتحولت الى الإسلام عام 2014.

كذلك تضم القائمة نسيبة محمد تيمول، والتي تعيش في بريطانيا، وهي تمتلك بجانب موهبتها في التلاوة، اهتماماً كبيراً بتصميم الازياء. وقد حصلت تيمول على شهادة جامعية في المنسوجات والتصاميم من جامعة بريطانية، ولمع اسم نسيبة كقارئة بعد فوزها بجائزة مسابقة القراءات الإسلامية الوطنية في بريطانيا عام 2006، كذلك أدرج اسم نسيبة في قائمة الـ100 امرأة الأكثر تاثيراً في بريطانيا طبقاً لـ«شبكة ايمارالد» أخيراً.

القارئات الأُوَل

يذكر أن العالم العربي شهد في الثلاثينات والأربعينات، ظهور جيل من القارئات أشهرهن أم السعد التي كانت ضريرة وتخصصت في القراءات العشر، وكريمة العدلية التي ارتبطت بالزواج من القارئ الشيخ علي محمود طه، وكوّنا ثنائياً شهيراً أثناء حياتهما، ونبوية النحاس التي ظلت تقرأ في الإذاعة المصرية حتى عام 1949، بحسب محمود السعدي في «ألحان السماء»، إلا أن هذا الجيل اختفى في ظل سيادة آراء واجتهادات مالت لحجب هذه الأصوات.

وقد عادت الظاهرة لتطل برأسها مجدداً في أواخر التسعينات بعد ظهور ما سمّي بـ«القارئات الجدد»، والتي كانت أشهرهن القارئة سمية الديب في مصر، وفي حين تم السماح للقارئات بالالتحاق بنقابة قراء القرآن الكريم، والحصول على عضويتها بعد اجتيازهن الاختبارات، بتشجيع من نقيب القراء الشيخ أبوالعينين شعيشع عام 2009، تعثرت محاولة شعيشع لاعتمادهن وإلحاقهن بالاذاعة المصرية، «للخروج بهن الى النور وإيصال أصواتهن المميزة للعالم»، بحسب تصريحه لموقع «العربية نت».

جدير بالذكر أن شيخ الأزهر الإمام الدكتور أحمد الطيب، نعى في يناير الماضي الشيخة تناظر محمد مصطفى النجولي، إحدى كبريات قارئات ومُحفظات القرآن سناً، على صفحته على «فيس بوك».

تويتر