المستوطنون يسيطرون عليها بعد أن شرعوا في أعمال ترميم للنبع

«عين الحلوة».. آخر مصدر مائي بالأغوار في قبضة الاستيطان

صورة

تُعد مناطق الأغوار الفلسطينية الشمالية خزاناً جوفياً لجميع المدن والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية، لوقوعها ضمن الحوض المائي الشرقي الأكبر في فلسطين، إلا أن الاحتلال سيطر على أكثر من 90% من مصادر وينابيع وعيون الماء فيها، لمستوطنة «مسكيوت»، ولم يُبقِ إلا على 15% فقط.

ويسيطر الاحتلال اليوم على ما تبقى من ينابيع وعيون مياه فيها، وهي نبع «عين الحلوة»، في قرية وادي المالح والمضارب البدوية.

ففي الوقت الحالي، يتواجد المستوطنون في «عين الحلوة» بالمئات، بعد السيطرة عليها، وإجراء أعمال ترميم إنشائية وخرسانية لعين المياه العذبة في تجمع «عين الحلوة»، إحدى تجمعات وادي المالح والمضارب البدوية، كمقدمة للسيطرة عليها وعزلها عن محيطها الفلسطيني السكاني، الأمر الذي يحرم السكان الفلسطينيين من مصادرهم المائية بشكل كامل.

سيطرة كاملة

ويقول مسؤول ملف الأغوار الشمالية في محافظة طوباس، معتز بشارات، لـ«الإمارات اليوم»: «في يوم 18 مارس اقتحم المستوطنون من مستوطنة (مسكيوت) الجاثمة على الأراضي الفلسطينية في الجهة الشرقية للأغوار الشمالية، التجمعات البدوية، وباشروا بأعمال ترميم لعين وادي الحلوة التي تعد المصدر المائي لمئات العائلات، التي تسكن في تجمعي عين الحلوة وأم الجمال، حيث أحضروا خلاطات باطون متنقلة وحجارة، وأجروا عمليات البناء في محيط العين».

ويؤكد بشارات أن «عين الحلوة» تمت السيطرة عليها بشكل كامل، حيث يتواجد حالياً 200 مستوطن في العين بحماية قوات جيش الاحتلال، دعماً لما يسمون أنفسهم «شباب التلال»، الذين يسيطرون على الأراضي الفلسطينية، والمراعي وينابيع المياه، مضيفاً «فيما يمنع السكان من الاستفادة من مياهها، وري الأراضي الزراعية، وسقي الماشية والأغنام».

ويقول: «إن عملية الاستيلاء على عين الحلوة، تأتي في سياق الاستيلاء على مصادر وعيون المياه كافة في جميع مناطق الأغوار الشمالية، حيث سبق الاستيلاء على نبع عين الساكوت، الذي سيطر عليه المستوطنون، بعد تسييجه بالأسلاك الشائكة، والاستيلاء على مياهه».

حرمان شامل

من جهة ثانية، يؤكد رئيس مجلس قروي وادي المالح والمضارب البدوية مهدي دراغمة، أن أعمال الترميم تعد استيلاء فعلياً على آخر مصدر مائي عذب في وادي المالح والمضارب البدوية، والتي تعد عصب الحياة للسكان الفلسطينيين.

ويوضح أن المستوطنين سيطروا على «عين الحلوة»، بدعم من مجلس المستوطنات ومؤسسة «ريجاليم» الاستيطانية، المختصة بمشروعات الاستيطان في الضفة الغربية.

ويقول دراغمة في حديث خاص مع «الإمارات اليوم»: «إن وادي المالح والمضارب البدوية يضم ري تجمعات بدوية، وهي خربة الفارسية، وعين الحلوة، وحمامات المالح، وخربة سمرا، وخربة الحمة، وجميعهم يواجهون خطر التهجير، والحرمان من الماء، بشكل أكبر وأوسع من السابق».

ويلفت إلى أن السيطرة على «عين الحلوة» يحرم 3000 نسمة من سكان التجمعات البدوية من المياه بشكل كامل وكبير، خصوصاً تجمعي «عين الحلوة» و«أم الجمال»، مستطرداً: «إن السكان الفلسطينيين يواجهون مأساة حقيقية، فالمياه تشكل عصب الحياة لهم، والاحتلال يعمل على تهجير البدو قسراً، وإجبارهم على الرحيل من المنطقة، بعد سلب آخر مصدر مائي لهم».

ويبين رئيس مجلس قروي وادي المالح والمضارب البدوية، أن «عين الحلوة» عبارة عن مسطحات ومجرى مائي، يصل إلى نهر الأردن، كما يعد من أكثر ينابيع الأغوار الشمالية في الضفة الغربية تدفقاً للمياه.

ويضيف: أن «سلب مياه عين الحلوة أحدث أزمة مياه عميقة، خصوصاً أننا مقبلون على فصل الصيف، فالسكان اليوم يضطرون لقطع مسافة تصل إلى 15 كيلومتراً مشياً على الأقدام، لشراء المياه من الصهاريج الجائلة، حيث يحتاج كل مواطن إلى أكثر من 20 كوباً للشرب والاستخدام المنزلي وسقي المواشي، فيما يبلغ ثمن الكوب الواحد 20 شيكلاً (ما يعادل تقريباً 20 درهماً)».


عملية الاستيلاء على «عين الحلوة»، تأتي في سياق الاستيلاء على مصادر وعيون المياه كافة في جميع مناطق الأغوار الشمالية، حيث سبق الاستيلاء على نبع عين الساكوت، الذي سيطر عليه المستوطنون، بعد تسييجه بالأسلاك الشائكة، والاستيلاء على مياهه.

تويتر