الاحتلال يصادر الأرض ويحظر البناء.. والسكان يُحرَمون حتى العيش في الكهوف

خربة المراجم الفلسطينية.. السكن محظور فوق الأرض وتحتها

صورة

في خربة المراجم الواقعة بين خطي التقاء قرية دوما بمدينة نابلس، ومشارف الأغوار الفلسطينية الشمالية في الضفة الغربية، لا يوجد المكان المناسب لاستقرار وسكن العائلات الفلسطينية التي تواجه ممارسات الاحتلال لطردها، والاستيلاء على أراضيها، لضمّها إلى المستوطنات، في ملاحقة مستمرة ضد عمليات البناء الجديدة، أو عمليات الترميم في المنازل القائمة منذ عشرات السنين.

السكان الفلسطينيون في خربة المراجم، لا سبيل لديهم سوى البقاء في أرضهم، رغم ممارسات الحظر والمصادرة، فلجأوا الى استصلاح المُغر، وحفر الصخور بأدوات بسيطة لترميم الكهوف من أجل العيش فيها، وذلك ليأمنوا شر التشرد والتهجير، وتوفير المأوى لعائلاتهم وأطفالهم.

ولكن قرار الاحتلال بلغ مداه، حيث يمنعهم من حفر الصخور، وإنشاء مأوى لهم في المغر والكهوف تحت الأرض، بعد أن منعهم من البناء فوقها، وصادر مئات الدونمات، لإقامة المزيد من البؤر الاستيطانية فوق الأراضي الفلسطينية.

مبادرة تعمير الكهوف

الشاب محمد ضيف فرج، البالغ من العمر 29 عاماً، من سكان خربة المراجم، هو أول من بادر الى اقتراح فكرة ترميم واستصلاح المُغر والكهوف، للعيش والسكن فيها، وأفنى عاماً كاملاً في سبيل ايجاد مكان مناسب، يؤوي عائلته، بعد أن مُنع من البناء فوق الأرض.

وتمكن خلال الشهور الماضية من شق العديد من الممرات الأرضية المؤدية للكهوف، لكنه لم يسلم من ملاحقة قوات الاحتلال، لمنعه من مواصلة ذلك، وهذا ما حدث فعلاً في بداية شهر مارس الجاري.

ويقول الشاب الفلسطيني فرج في حوار خاص مع «الإمارات اليوم»: «بعد أن منعني الاحتلال من البناء والتوسع فوق أرضي، وداخل منزلي، لجأت للبحث عن السكن تحت الأرض، ومنذ عام مضى بدأت بتنظيف أحد الكهوف من الداخل والخارج، ووفرت داخله خطوط المياه والكهرباء بشق الأنفس، لأن الاحتلال يحرمنا من ذلك».

ويضيف «كنت أعمل في حفر وترميم الكهف في ساعات الليل، من أجل الإفلات من ملاحقة الإدارة المدنية الإسرائيلية، إلا أنهم أصدروا قراراً بوقف العمل في حفر الكهف، بذريعة أنها مناطق إسرائيلية وأثرية، ولكن في الحقيقة أن هذه الأرض ورثتها عن أجدادي، وسأواصل ترميمها، حتى تصبح آهلة للسكن، وتكون من أجمل المناطق الفلسطينية».

حظر كامل

حال محمد ضيف فرج تعيشه العائلات الفلسطينية في خربة المراجم، حيث لجأت ثماني عائلات منها إلى شق الكهوف من أجل العيش فيها، والسكن بعيداً عن مطاردة الاحتلال، ولكن قرار الحظر حرمهم من استكمال العمل.

وبذلك تبقى هذه العائلات وجميع السكان في خربة المراجم، يواجهون سيولاً من قرارات المنع والمصادرة، التي انهمرت عليهم خلال شهر مارس الجاري.

ويشير صاحب مبادرة ترميم الكهوف في خربة المراجم إلى أن الاحتلال يمنعهم من ترميم منازلهم، أو القيام بعمليات بناء جديدة فوق الأرض، كما يحظر عليهم حفر وترميم الكهوف تحتها، وذلك بدعوى أنها منطقة أمنية مغلقة، بسبب إقامة معسكر تدريب للجيش منذ سنوات عدة.

ويلفت إلى أن قرار حظر بناء المنازل وترميم الكهوف، يأتي في إطار مصادرة كامل الأراضي الفلسطينية، وتهجير سكانها الأصليين، لضمها إلى معسكر التدريب، وإقامة بؤر استيطانية. وتعيش العائلات الفلسطينية في خربة المراجم أوضاعاً مأساوية للغاية، حيث لا يوجد مكان مناسب للسكن بعد قرارات الحظر الصادرة عن الاحتلال، الذي يمنعهم من مد شبكات الماء والكهرباء، لتقاسي هذه العائلات العديد من أشكال المعاناة، في سبيل توفير البدائل للإنارة وتوفير مياه الشرب، ومقومات الحياة اليومية، وذلك بحسب فرج.

ويضيف: «إن العائلات في الخربة تعيش في بيوت مكونة من الصفيح، والتي تفتقر الى أدنى مقومات الحياة اليومية، وفي الوقت ذاته فإنهم غير قادرين على إنشاء منازل جديدة، فيما يمنعهم الاحتلال من اللجوء إلى تعمير الكهوف».

تويتر