في استجراره لذكريات الماضي

أوباما يلكم أحد أصدقائه ويكسر أنفه أيام الدراسة بسبب عبارة عنصرية

باراك أوباما مع المغني بروس سبرينغستين أثناء المقابلة. أ.ف.ب

على الرغم من أن كثيراً من الناس ينظرون إلى الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، عادةً على أنه مثال للدبلوماسية، فقد اعترف بأنه كسر أنف أحد أصدقائه خلال مشادة كلامية. وصرّح أوباما بهذا الحادث في أول حلقة له من أحدث «بودكاست» مع المغني بروس سبرينغستين. وكشف الرئيس السابق أنه يضطر في بعض الأحيان لاستعراض قوته.

وخلال مناقشة حول العنصرية في أميركا، استذكر أوباما ذكرى صعبة من طفولته، قائلاً: «عندما كنت في المدرسة، كان لدي صديق، كنا نلعب كرة السلة معاً، وذات مرة دخلنا في شجار»، وأضاف ضاحكاً أن صديقه نعته بعبارة قذرة، ويضيف «أتذكر أنني لكمته على وجهه وكسرت أنفه.. كان مجرد رد فعل». ويسترسل «سألني: لماذا فعلت ذلك؟ فقلت له: لا تنعتني بذلك». وذكر أوباما القصة نفسها في مذكراته «جرأة 2006»، موضحاً أن الحادث وقع عندما كان في الصف السابع.

القضية الأكبر

ثم تحول الحديث بين الرئيس السابق وسبرينغستين إلى القضية الأكبر للعنصرية في أميركا، وكشف جذور تلك الكراهية. وصرّح أوباما: «النقطة المهمة هي أن الأمر يتعلق بتأكيد مكانة شخص على الآخر»، ويوضح هذه النقطة: «فقد أكون فقيراً، وقد أكون جاهلاً، وقد أكون لئيماً، وقد أكون قبيحاً، وقد لا أحب نفسي، وقد أكون غير سعيد»، ويشرح أكثر بقوله إن «الناس مختلفون، ومع ذلك يتم إضفاء الطابع المؤسسي على هذا الجانب النفسي للشخص، ويتم استخدامه لتبرير تجريد شخص ما من إنسانيته، والاستفادة منه، وخداعه، وسرقته، وقتله، واغتصابه، أياً كان».

ثم طرح أسطورة موسيقى الروك سؤالاً على أوباما، عما إذا كان يعتقد أن أميركا اليوم مستعدة «لتفكيك أساطيرها التأسيسية»، أو التفكير في التعويضات. ويجيب أوباما «إذا سألتني نظرياً: هل التعويضات مبررة؟ فإن ثروة هذا البلد، قوة هذا البلد، قد تم بناؤها في جزء كبير منها على ظهور العبيد، وبنوا أيضاً المنزل الذي مكثت فيه فترة»، في إشارة إلى البيت الأبيض.

وتابع أوباما: «ما هو صحيح أيضاً أنه حتى بعد انتهاء العبودية الرسمية، أدى القمع والتمييز الممنهج ضد الأميركيين السود إلى عدم قدرة العائلات السوداء على تكوين الثروة، وعدم القدرة على المنافسة، وهذا له آثار على الأجيال». ويسترسل: «لذا، إذا كنت تفكر في ما هو عادل، فستنظر إلى الوراء، وتقول: إن أحفاد أولئك الذين عانوا تلك الأنواع من الظلم الفظيع والقاسي والتعسفي في كثير من الأحيان، يستحقون نوعاً من الإنصاف، نوعاً من التعويض - الاعتراف».

ومع ذلك، قال أوباما إنه اتضح له خلال فترة وجوده في منصبه أن البلاد لن تفعل ذلك «وهذا يقودنا بعد ذلك إلى: هل يمكننا حقاً الحصول على هذا النوع من العدالة؟ هل يمكننا إقناع بلد ما بهذا التاريخ؟ وكان رأيي أنه من الناحية العملية فإن ذلك بعيد المنال. لا يمكننا حتى أن جعل هذا البلد يوفر تعليماً لائقاً لأطفال هؤلاء». ومع ذلك، يقول الرئيس السابق إنه لايزال يرى الموضوع كموضوع حوار جدير بالاهتمام. وتابع: «إذا لم يكن هناك سبب آخر لتثقيف البلاد بشأن الماضي الذي لا يتم تدريسه في كثير من الأحيان، فلنواجه الأمر بدلاً من نسيانه».


باراك أوباما:

- «حتى بعد انتهاء العبودية الرسمية، أدى القمع والتمييز الممنهج ضد الأميركيين السود إلى عدم قدرة العائلات السوداء على تكوين الثروة، وعدم القدرة على المنافسة، وهذا له آثار على الأجيال».

- لُبّ المشكلة في أميركا محاولة إظهار مكانة شخص على الآخر.

تويتر